الآية الخامسة: [في المحاربين لله ورسوله والساعين في الأرض فسادا]
  الحقوق المتعلقة ببني آدم أيضاً.
  والدليل على ما قلناه: قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ اُ۬لْقِصَاصُ فِے اِ۬لْقَتْلَيۖ}[البقرة: ١٧٧]، وقوله ÷ [في المال(١)]: «لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبة من نفسه».
  ويدل عليه ما روي عن أمير المؤمنين علي # أنهم لما تابوا قبل أن يؤخذوا ضمنوا الأموال واقتص منهم ولم يحدوا والأدلة على ذلك متظاهرة.
  وقد استدل المخالف بما روي أن حارثة بن زيد حارب الله ورسوله وسعى في الأرض بالفساد ثم تاب من قبل أن يقدر عليه فلم يعرض له علي # إلا بخير، وأمر واليه بأن لا يعرض له إلا بخير.
  قلنا: ويمكن أن يجاب عن ذلك بأن علياً # لم يكن حاضرها، ولهذا أمر إلى واليه، أو لعله لم يطلع عليها ولم يتحققها، أو لعل أهلها لم يطلبوها، وليس إليه بعد التوبة استيفاؤها هو بل إلى أهلها وليس إلى الإمام إلا الحدود وما يتبعها وليس عاد عليه بعد التوبة شيء من ذلك والله أعلم.
(١) ما بين المعقوفين من (ب).