الفصل الأول اللغة
الآية السادسة: [في استعمال الحيلة]
  قوله تعالى: {فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ اَ۬لسِّقَايَةَ فِے رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا اَ۬لْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَٰرِقُونَۖ ٧٠}.
الفصل الأول اللغة
  السقاية: الإناء التي يسقى فيها، وقيل: السقاية والصواع واحد ذكره أبو مسلم، قال الأصم: الصاع غير الصواع، والإيذان الإعلام، ومنه الأذان والتأذين وهو النداء يسمع بالأذن، والعيرُ الإبل السائرة ذكره أبو مسلم، وقيل: العير القافلة التي فيها الأحمال، ثم كثر استعماله حتى سمي كل قافلة عيراً.
الفصل الثاني: المعنى
  قوله تعالى: {فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ} معناه لما قضى حوائجهم وحمّلهم الطعام وأوفاهم الكيل، وقيل: هيّأ لهم أسباب الميرة.
  قوله: {جَعَلَ اَ۬لسِّقَايَةَ فِے رَحْلِ أَخِيهِ} قيل: هي المشربة التي كان يشرب بها الملك، وقيل: كان كأساً من ذهب، ذكره ابن زيد، وقيل: كان من فضة مرصَّعة بالجواهر ذكره عكرمة.
  قوله: {ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا اَ۬لْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَٰرِقُونَۖ ٧٠} معناه نادى منادٍ بذلك.
  فإن قيل: لم جاز النداء بالكذب؟
  قلنا: فيه أقوال: أولها أن يوسف [#(١)] لم يأمرهم بذلك ولم يعلمهم وإنما أمر بأن تجعل السقاية في رحل أخيه فلما فقدها الموكلون اتهموهم بسرقة السقاية فنادوهم بغير أمر يوسف ذكره أبو علي.
  وثانيها: أنهم نادوهم على ظاهر الحال لما غلب على ظنونهم ذلك ولم يكن
(١) ما بين المعقوفين من (ب).