المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 163 - الجزء 2

سورة النحل

  ونذكر [منها⁣(⁣١)] ثمان آيات،

الآية الأولى: [في ذكر بعض منافع الأنعام]

  قوله تعالى: {وَالْأَنْعَٰمَ خَلَقَهَاۖ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٞ وَمَنَٰفِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَۖ ٥}.

الفصل الأول: اللغة:

  الأنعام: هي الإبل والبقر والغنم، فإن قيل: نَعَم، فقيل: أكثر ما يقع على الإبل خاصة وهو مذكر لا يؤنث ذكره الفراء، قال الشاعر:

  في كل يوم نعم تحوونه

  والدفء: نقيض البرد، قال الفراء: الدفء ما يستدفى به من أشعارها وأوبارها، وقيل: الدفء الحر المعتدل الذي يكون معتدلاً من حر البدن [يكون⁣(⁣٢)] من الدثار.

الفصل الثاني: المعنى

  قوله تعالى: {وَالْأَنْعَٰمَ خَلَقَهَاۖ لَكُمْ} قيل: هي البقر والإبل والغنم، ذكره الحسن وغيره.

  قوله: {فِيهَا دِفْءٞ} قيل: الدفء اللباس، ذكره ابن عباس ومجاهد، وقيل: ما يستدفأ به مما يعمل من أصوافها وأوبارها وشعرها، ذكره الحسن وغيره من العلماء فيدخل فيه الملبوس والمبسوط وغيره مما يتخذ منها.

  وقيل: الدفء نسل كل دابة، ذكره ابن عباس أيضاً، وقيل: الدفء عند العرب نتاج الإبل والانتفاع بها، ذكره الأموي، وقيل: الدفء صغارها والمنافع كبارها، ذكره الأصم.


(١) في الأصل: فيها. وما أثبتناه من (ب).

(٢) ما بين المعقوفين من (ب).