المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثاني: المعنى

صفحة 174 - الجزء 2

  أعوذ برب الناس من كل طاعن ... علينا بسوء أو ملح بباطل

  والشيطان أصل الشطون: البعد، ومنه أخذ اسم الشيطان لبعده عن الخير وهو: العاتي المتمرد، ومنه قوله تعالى: {شَيَٰطِينَ اَ۬لْإِنسِ وَالْجِنِّ}⁣[الأنعام: ١١٣]، قال الشاعر:

  أيام يدعونني الشيطان من غزلي ... وهن يهوينني إذ كنت شيطانا

  والرجيم وزنه فعيل وهو بمعنى مفعول، فمعنى الرجيم هو المرجوم، والرجم هو الرمي بالحجارة ونحوها، ومنه قوله [تعالى]: {رُجُوماٗ لِّلشَّيَٰطِينِ}⁣[الملك: ٥]، يعني النجوم والرجيم المطرود ومنه قوله تعالى: {فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٞ ٣٤}⁣[الحجر]، قال الشاعر:

  يظل رجيماً لريب المنون ... وللسقم في أهله والحزن

  والرجم، الشتم، والرجم القتل، وعلى الوجهين يفسر قوله تعالى: {وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَٰكَ}⁣[هود: ٩١]، وقوله [تعالى]: {أَن تَرْجُمُونِ ١٩}⁣[الدخان]، والرجم المشاتمة والمناضلة بالكلام، قال:

  تراجمني بمر القول حتى ... نصير كأننا فرسا رهان

  وحديث مرجم يقوله القائل ظناً عن غير علم ومنه قوله تعالى: {رَجْماَۢ بِالْغَيْبِۖ}⁣[الكهف: ٢٢]، قال الشاعر:

  وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم ... وما هو عنها بالحديث المرجم

الفصل الثاني: المعنى

  قوله تعالى: {۞فَإِذَا قَرَأْتَ اَ۬لْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} معناه: إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله مثل قوله [تعالى]: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَي اَ۬لصَّلَوٰةِ فَاغْسِلُواْ}⁣[المائدة: ٧]، ذكره أكثر المفسرين، وقيل: معناه إذا كنت قارئاً فاستعذ ذكره ابن جرير، وقيل: هو