الفصل الثاني: المعنى
  أعوذ برب الناس من كل طاعن ... علينا بسوء أو ملح بباطل
  والشيطان أصل الشطون: البعد، ومنه أخذ اسم الشيطان لبعده عن الخير وهو: العاتي المتمرد، ومنه قوله تعالى: {شَيَٰطِينَ اَ۬لْإِنسِ وَالْجِنِّ}[الأنعام: ١١٣]، قال الشاعر:
  أيام يدعونني الشيطان من غزلي ... وهن يهوينني إذ كنت شيطانا
  والرجيم وزنه فعيل وهو بمعنى مفعول، فمعنى الرجيم هو المرجوم، والرجم هو الرمي بالحجارة ونحوها، ومنه قوله [تعالى]: {رُجُوماٗ لِّلشَّيَٰطِينِ}[الملك: ٥]، يعني النجوم والرجيم المطرود ومنه قوله تعالى: {فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٞ ٣٤}[الحجر]، قال الشاعر:
  يظل رجيماً لريب المنون ... وللسقم في أهله والحزن
  والرجم، الشتم، والرجم القتل، وعلى الوجهين يفسر قوله تعالى: {وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَٰكَ}[هود: ٩١]، وقوله [تعالى]: {أَن تَرْجُمُونِ ١٩}[الدخان]، والرجم المشاتمة والمناضلة بالكلام، قال:
  تراجمني بمر القول حتى ... نصير كأننا فرسا رهان
  وحديث مرجم يقوله القائل ظناً عن غير علم ومنه قوله تعالى: {رَجْماَۢ بِالْغَيْبِۖ}[الكهف: ٢٢]، قال الشاعر:
  وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم ... وما هو عنها بالحديث المرجم
الفصل الثاني: المعنى
  قوله تعالى: {۞فَإِذَا قَرَأْتَ اَ۬لْقُرْءَانَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} معناه: إذا أردت قراءة القرآن فاستعذ بالله مثل قوله [تعالى]: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَي اَ۬لصَّلَوٰةِ فَاغْسِلُواْ}[المائدة: ٧]، ذكره أكثر المفسرين، وقيل: معناه إذا كنت قارئاً فاستعذ ذكره ابن جرير، وقيل: هو