المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 182 - الجزء 2

سورة بني إسرائيل #

  فيه⁣(⁣١) ثلاث آيات

الآية الأولى: [في أوقات الصلاة]

  قوله تعالى: {أَقِمِ اِ۬لصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ اِ۬لشَّمْسِ إِلَيٰ غَسَقِ اِ۬ليْلِ وَقُرْءَانَ اَ۬لْفَجْرِۖ إِنَّ قُرْءَانَ اَ۬لْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداٗۖ ٧٨}.

الفصل الأول: اللغة

  الدلوك الميل، يقال دلكت الشمس إذا مالت، قال الشاعر:

  دنت حتى دلكت براح

  يريد مالت، فعلى هذا اختلف العلماء في هذا الميل فبعضهم جعله الغروب واستدلوا بقول الشاعر:

  تعرض الزهرا في جنح الدلك

  وبعضهم جعل هذا الميل الزوال فسمي الزوال دلوكاً لأن الناظر في تلك الحالة يدلك عينه لشدة شعاعها، والغسق ظلام الليل قال الشاعر:

  برق سرى في الغسق العاتم ... على حفاش الجبل الجاثم

  وقال الآخر:

  كأنها والليل يرمي بالغسق

  يقول في تصريفه: غسق يغسق غسوقاً ومنه [قوله تعالى⁣(⁣٢)]: {وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ٣}⁣[الفلق].

الفصل الثاني: المعنى:

  قوله تعالى: {أَقِمِ اِ۬لصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ اِ۬لشَّمْسِ} قيل: خطاب للنبي ÷، وقيل:


(١) في (ب): نذكر منها.

(٢) ما بين المعقوفين من (ب).