المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول اللغة

صفحة 191 - الجزء 2

الآية الثانية: [في التسبيح وما المراد به]

  قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ اِ۬لشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَاۖ وَمِنْ ءَانَآءِےْ اِ۬ليْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ اَ۬لنَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَيٰۖ ١٢٨}.

الفصل الأول اللغة

  التسبيح التنزيه على وجه التعظيم ولا يجوز لغير الله، في هذا المعنى وآناء الليل ساعاته وأوقاته، قال الشاعر:

  يصوت آناء النهار كأنه ... [غوى سقاه⁣(⁣١)] في البحار نديم

  وواحد آنا إني وإنا، قال الشاعر:

  حلوٌ ومر كعطف القدح سميته ... في كل إني قضاه الليل ينتعل

  والطرف: خلاف الوسط، ومنه قوله [تعالى]: {طَرَفَيِ اِ۬لنَّهَارِ}⁣[هود: ١١٤]، يريد أوله وآخره، وطرف الشيء منتهاه ومنه أطراف الأرض نواحيها البعيدة، قال بعض التبابعة:

  قد كان ذو القرنين جدي قد أتى ... طرف البلاد من المكان الأبعد

الفصل الثاني: المعنى:

  قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} قيل: سبحه في هذه الأوقات واحمده، وقيل: داوم على التسبيح في هذه الأوقات قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وفي ساعات الليل وأوقاته، وأطراف النهار، وقيل: صلّ في هذه الأوقات، وقيل: التسبيح قبل طلوع الشمس: صلاة الفجر، وقبل غروبها: صلاة العصر، ومن


(١) في النسخة الأصل: غواسقات. والمثبت من النسخة التي بخط المؤلف.