الفصل الثاني: النزول:
الفصل الثاني: النزول:
  قيل: نزلت الآية في عائشة لما قذفت بالزنا، ذكره سعيد بن جبير، وقيل: نزلت في نساء المؤمنين، ذكره الضحاك.
الفصل الثالث: المعنى:
  قوله تعالى: {وَالذِينَ يَرْمُونَ اَ۬لْمُحْصَنَٰتِ} معناه يرمون المحصنات بالزنا والمحصنات هنّ الحرائر المسلمات العفيفات وقيل غيره¶.
  فإن قيل: هذا دليلٌ على حد قاذف المحصنات فما الدليل على حد قذف الرجل؟
  قلنا: اختلف العلماء على قولين، فمنهم من قال: هذه الآية دليل على حد القاذف رجلاً كان المقذوف أو امرأة، والمراد بالمحصنات في الآية هي الفروج المحصنة والإحصان صفة للفرج يدل عليه قوله تعالى: {وَالتِے أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا}[الأنبياء: ٩٠]، فتناولت الآية الذكر والأنثى من أهل الفروج المحصنة.
  وقيل: في هذه الآيات حكم الذكور وحكم الإناث معاً في قوله: {إِنَّ اَ۬لذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ اَ۬لْفَٰحِشَةُ فِے اِ۬لذِينَ ءَامَنُواْ}[النور: ١٩]، ولا أبلغ في التشييع من القذف بالفاحشة، وقيل: يعرف حكمها بالإجماع فهذا قول بعضهم، ومنهم من قال: يعلم حد القاذف للذكور قياساً على حد القاذف للإناث في هذه الآية وهذا الوجه أقرب لأن الآية يسبق إلى الأفهام منها أن المحصنات فيها هن النساء دون الفروج، والله أعلم.
  قوله: {ثُمَّ لَمْ يَأْتُواْ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ} معناه لم يأتوا بأربعة يشهدون على صحة ما رمى به من الزنا.
  قوله: {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَٰنِينَ جَلْدَةٗ وَلَا تَقْبَلُواْ لَهُمْ شَهَٰدَةً أَبَداٗۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ اُ۬لْفَٰسِقُونَ ٤} معناه: لا تقبلوا لهم شهادة أبداً ما لم يتوبوا، هذا قول الأكثر،