المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة

صفحة 233 - الجزء 2

الآية السابعة: [تتعلق بالنكاح أيضاً]

  قوله تعالى: {وَأَنكِحُواْ اُ۬لْأَيَٰمَيٰ مِنكُمْ وَالصَّٰلِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَآئِكُمْۖ إِنْ يَّكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغْنِهِمُ اُ۬للَّهُ مِن فَضْلِهِۦۖ وَاللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞۖ ٣٢}.

الفصل الأول: اللغة

  النكاح قد يطلق ويراد به العقد ويطلق ويراد به الوطء، واختلف العلماء فيه فذهب بعضهم إلى أنه حقيقة في الوطء مجاز في العقد، وذهب بعض إلى أنه حقيقة في العقد مجاز في الوطء والذي يقرب عندنا أنه حقيقة في الوطء قبل ظهور قوة اصطلاح الشرع، قال الشاعر:

  التاركين على طهر نساءهم ... والناكحين بشطي دجلة البقرا

  وأما بعد⁣(⁣١) الشرع فهو يطلق على العقد والوطء والعقد أظهر بالمعنى الشرعي والله أعلم، والأيامى جمع أيم وهي التي لا زوج لها ويقال ذلك للرجل والمرأة.

الفصل الثاني: المعنى

  قوله تعالى: {وَأَنكِحُواْ اُ۬لْأَيَٰمَيٰ} قيل: هذا خطاب للأولياء، وقيل: هو خطاب لمن له أن يزوج، ولياً كان أو غير ولي، وقيل: أمر بالنكاح بشرط رضاهن إذا كن من أهل الرضا، والأيامى هو اسم لمن لا امرأة له من الرجال واسم لمن لا زوج لها من النساء.

  قوله: {مِنكُمْ} معناه من الحرائر فصلاً بين الأحرار والعبيد، وقيل: أنكحوهن من أقربائكم فتزوج الأيم من بني عمها وأقربائها.

  قوله: {وَالصَّٰلِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَآئِكُمْۖ} معناه وأنكحوا الصالحين من


(١) في (ب): فأما بعد ظهور الشرع وقوة اصطلاحه فهو الآن حقيقة في العقد مجاز في الوطء.