الفصل الأول: اللغة
الآية الرابعة: [فيما يحسن من الدعاء]
  قوله تعالى: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماًۖ ٧٤}.
الفصل الأول: اللغة
  [الإمام في أصل اللغة(١)] هو من تأتم به وتتبعه في الطريق ونحوه، والإمَام خيط البناء الذي يتبعه الباني ليستوي بناءه، والإمام في الشرع هو الإمام في الصلاة وهي الرئاسة الخاصة، والإمام في الرئاسة العامة هو معروف وهو من يجمع خصال الفضل بعد ثبوت المنصب من العلم البارع والكرم الواسع والفضل والورع الشائع والرأي الجامع والجنان الشاجع، وتفصيل ذلك في كتب الأصول.
الفصل الثاني: المعنى
  قوله تعالى: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماًۖ ٧٤} قيل: هو من المقلوب، ومعناه اجعل المتقين إماماً لنأتم بهم ذكره مجاهد.
  وقيل: معناه للمتقين بالإمامة لنأتم بهم ذكره أبو مسلم، وقيل: إنه مصدر ومعناه اجعلنا ممن يأتم بالمتقين، وقيل: اجعلنا أئمة هداة يقتدى بنا ذكر معناه ابن عباس وهو الصحيح ولا حاجة إلى التعسفات من المقلوب والمصدر، وهو السابق إلى الأفهام والأفصح في سياق الكلام ولا ضرورة إلى العدول عنه.
الفصل الثالث: الأحكام: [الرئاسة في الدين]
  الآية تدل على أنه يحسن طلب الرئاسة في الدين.
  وفيه مسائل:
  الأولى: أنه يحسن طلب الإمامة والقضاء عندنا عند وجهين:
  أحدهما: أن يثق من نفسه بالقيام بما يجب عليه عند تحمل عهدتهما.
(١) ما بين المعقوفين من (ب).