المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الأول: اللغة:

صفحة 297 - الجزء 2

سورة الواقعة⁣(⁣١)

  

الآية المذكورة منها: [في مس المصحف الشريف]

  قوله تعالى: {لَّا يَمَسُّهُۥ إِلَّا اَ۬لْمُطَهَّرُونَۖ ٨٢}.

الفصل الأول: اللغة:

  المس: له معانٍ كثيرة، وهو هاهنا يراد بها مس اليد وملاقاتها للمصحف وغيرها من البدن بحمل ونحوه، والمطهر هو المتنزه عن القبيح.

الفصل الثاني: المعنى:

  قوله تعالى: {لَّا يَمَسُّهُۥ إِلَّا اَ۬لْمُطَهَّرُونَۖ ٨٢} الهاء في يمسه عائدة عند جماعة من المفسرين إلى اللوح المحفوظ فعلى هذا لا يمسه إلا المطهرون من الذنب وهم الملائكة $ فقد وصفهم الله تعالى بقوله: {لَّا يَعْصُونَ اَ۬للَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَۖ ٦}⁣[التحريم].

  وذهب جماعة من المفسرين إلى أن الهاء في يمسه عائدة إلى القرآن فقيل: لا يمسه إلا المطهرون من الشرك، وقيل: لا يمسه عند الله إلا المطهرون فأما في الدنيا فيمسه المشرك، وقيل: لا يمسه بالعمل به إلا المطهرون وهم المؤمنون، وقيل: لا يعرف تفسيره إلا الراسخون في العلم، وقيل: لا يمسه ولا يقرأه إلا المطهرون من الجنابة.

الفصل الثالث: الأحكام: [أحكام متعلقة بالجنب وما يلحق به]

  وفيه مسائل:

  الأولى: أنه لا يجوز حمل المصحف ولا قراءة القرآن لمن عليه جنابة وهذا مما لا خلاف فيه وكذلك حكم الحائض والنفساء.


(١) في (ب): ونذكر منها آية.