المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثالث: المعنى:

صفحة 321 - الجزء 2

  فأنزل الله [سبحانه وتعالى⁣(⁣١)]: {يَٰأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا جَآءَكُمُ اُ۬لْمُؤْمِنَٰتُ مُهَٰجِرَٰتٖ فَامْتَحِنُوهُنَّۖ} قال ابن عباس: امتحانهن أن يستحلفن ما خرجت بغضاً لزوجها ولا كراهة لأرضها ولا طلباً لدنيا وما خرجت إلا حباً لله ولرسوله هذا معنى ما ذكروه ورووه، فاستحلفها # وأعطى رسول الله [÷(⁣٢)] زوجها مهرها وما أنفق عليها ولم يردها وكان يرد من جاءه من الرجال ولا يرد النساء ويعطي أزواجهن مهورهنّ.

  وقيل: إنه لم يدخل في شرط صلح الحديبية رد النساء ولا جرى لهنّ ذكر، وهو الصحيح وروي أن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط جاءت مسلمة مهاجرة من مكة فجاء أخواها إلى المدينة فسألا ردها عليهما، فقال النبي #: «إن الشرط علينا في الرجال لا في النساء» ولم يردها عليهما وهذه أقوى الروايتين.

الفصل الثالث: المعنى:

  قوله تعالى: {يَٰأَيُّهَا اَ۬لذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا جَآءَكُمُ اُ۬لْمُؤْمِنَٰتُ مُهَٰجِرَٰتٖ فَامْتَحِنُوهُنَّۖ} معناه إذا هاجرن من دار الكفر إلى دار الإسلام {فَامْتَحِنُوهُنَّۖ} معناه اختبروهن.

  وقيل: كان الامتحان أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله ذكره ابن عباس، وقد روي عن ابن عباس التحليف أيضاً.

  وقيل: امتحانهن بحسن أحوالهن التي يقع بها الظن بصدقهن، وقيل: امتحانهنّ بقوله تعالى في الآية التي بعد هذه إذا جاءك المؤمنات يبايعنك روي هذا عن عائشة.


(١) ما بين المعقوفين من (ب).

(٢) ما بين المعقوفين من (ب).