المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثالث: المعنى:

صفحة 344 - الجزء 2

الفصل الثالث: المعنى:

  قوله تعالى: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} معناه: قاربن انقضاء العدة؛ إذ بعد انقضائها لم يبق للزوج اختيار في الفراق والإمساك.

  قوله: {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} قيل: المعروف النفقة والكسوة والمسكن وحسن العشرة.

  قوله: {أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٖۖ} معناه: اتركوهن حتى تنقضي عدتهن ولا يبقى لكم عليهن رجعة وافعلوا المعروف بأن لا تسترجعوهن للإضرار بهن وتطويل العدة عليهنّ من غير رغبة فيهنّ وهذا هو الذي عليه أكثر المفسرين والعلماء.

  ومن العلماء من قال: المراد بالأجل هو أجل الطلاق الثاني فإن شاء راجع وإن شاء طلق لأن القول الأول هو مخير بين أن يسترجعها أو يتركها عن الاسترجاع حتى تبين عنه وهذا القول الثاني هو مخير بين الاسترجاع وبين الطلاق.

  قوله: {وَأَشْهِدُواْ ذَوَےْ عَدْلٖ مِّنكُمْ} قيل: على الرجعة وهو قول أكثر المفسرين، وقيل: على الطلاق، وأكثر العلماء على خلافه.

  قوله: {وَأَقِيمُواْ اُ۬لشَّهَٰدَةَ لِلهِۖ} هذا الخطاب متوجه إلى الشهود وأمرٌ لهم بأن يقيموا الشهادة على وجهها امتثالاً لأمر الله من غير زيادة فيها ولا نقص عنها ولا لطلب نفع ولا دفع ضرر ولا ميل إلى قريب أو صديق.

  قوله: {ذَٰلِكُمْ يُوعَظُ بِهِۦ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ اِ۬لْأٓخِرِۖ} معناه: أن ما تقدم موعظة لكم وأمر بالحسن ونهي عن القبيح فيما حد الله من الحدود.

  قوله: {وَمَنْ يَّتَّقِ اِ۬للَّهَ} معناه اتقى معاصيه وعمل بطاعته.

  قوله: {يَجْعَل لَّهُۥ مَخْرَجاٗ ٢} قيل: فرجاً، وقيل: من طلق على السنة يجعل