المختار من كتاب الروضة والغدير،

محمد بن الهادي بن تاج الدين (المتوفى: 720 هـ)

الفصل الثالث: المعنى:

صفحة 345 - الجزء 2

  [الله⁣(⁣١)] له مخرجاً إلى الرجعة.

  قوله: {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُۖ} قيل: هو عام، ومعناه من يتق الله يلطف له ويوسع عليه رزقه ويخلصه من محن الدنيا، وقيل: من يتق الله يجعل له مخرجاً من هموم الدنيا وعذاب الآخرة ويرزقه في الجنة من حيث لا يحتسب، قال الحاكم |: وهذا هو الوجه.

  وقيل: من يتق الله يجعل له مخرجاً من الأمور التي يشتد في الدنيا على العاقل الخروج منها من أمور الديانات ويكون ذلك بألطافه تعالى، وقيل: مخرجاً من كل شدة.

  قوله: {وَمَنْ يَّتَوَكَّلْ عَلَي اَ۬للَّهِ فَهْوَ حَسْبُهُۥۖ} معناه من يفوض أمره إليه كفاه المهمات، وقيل: يكفيه أمر دنياه ويعطيه ثواب الجنة ويجعله حيث لا يحتاج إلى غيره.

  قوله: {إِنَّ اَ۬للَّهَ بَٰلِغٌ أَمْرَهُۥۖ} فمن قرأ بالتنوين فمعناه أنه سيبلغ قضاياه، ومن قرأ بغير تنوين فمعناه أنه أمضى قضاياه كما أراد.

  قوله: {قَدْ جَعَلَ اَ۬للَّهُ لِكُلِّ شَےْءٖ قَدْراٗۖ ٣} معناه جعل لكل شيء حداً وأجلاً ينتهي إليه، وقيل: مقداراً بحسب ما يعلمه تعالى من المصلحة لعباده في إباحة أو ندب أو واجب أو ترغيب أو ترهيب كما بين في الطلاق والعدة وغيرهما.

  وقيل: جعل لأعمال عباده تقديراً فيما وعد وأوعد فلا يجازي إلا على قدر الاستحقاق.


(١) ما بين المعقوفين من (ب).