لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 108 - الجزء 1

  وقد صَبَأَ يَصْبَأُ صَبْأً وصُبُوءًا، وصَبُؤَ يَصْبُؤُ صَبْأً وصُبُوءًا كلاهما: خرج من دين إلى دين آخر، كما تَصْبَأُ النُّجوم أَي تَخْرُجُ من مَطالِعها.

  وفي التهذيب: صَبَأَ الرَّجُلُ في دينه يَصْبَأُ صُبُوءًا إذا كان صابِئاً.

  أَبو إِسحق الزجَّاج في قوله تعالى والصَّابِئين: معناه الخارِجِين من دينٍ إلى دين.

  يقال: صَبَأَ فلان يَصْبَأُ إذا خَرج من دينه.

  أَبو زيد يقال: أَصْبَأْتُ القومَ إصْباءً إذا هجمت عليهم، وأَنت لا تَشْعرُ بمكانهم، وأَنشد:

  هَوَى عليهم مُصبِئاً مُنْقَضَّا

  وفي حديث بني جَذيمة: كانوا يقولون، لما أَسْلموا، صَبَأْنا، صَبَأْنا.

  وكانت العرب تسمي النبي، ، الصابِئَ، لأَنه خرج من دين قُرَيْش إلى الإِسلام، ويسمون مَن يدخل في دين الإِسلام مَصْبُوّاً، لأَنهم كانوا لا يهمزون، فأَبدلوا من الهمزة واواً، ويسمون المسلمين الصُّباةَ، بغير همز، كأَنه جَمْع الصابي، غير مهموز، كقاضٍ وقُضاةٍ وغازٍ وغُزاةٍ.

  وصَبَأَ عليهم يَصْبَأُ صَبْأً وصُبُوءاً وأَصْبأَ كلاهما: طَلَعَ عليهم.

  وصَبَأَ نابُ الخُفِّ والظِّلْف والحافر يَصْبَأُ صُبُوءاً: طَلَعَ حَدُّه وخرج.

  وصَبَأَتْ سِنُّ الغلامِ: طَلَعَت.

  وصبَأَ النجمُ والقمرُ يَصْبَأُ، وأَصْبأَ: كذلك.

  وفي الصحاح: أَي طلع الثريَّا.

  قال الشاعر يصف قحطاً:

  وأَصْبَأَ النَّجْمُ في غَبْراءَ كاسِفةٍ ... كأَنَّه بائِسٌ، مُجْتابُ أَخْلاقِ

  وصَبَأَتِ النُّجومُ إذا ظَهَرَت.

  وقُدِّم إليه طَعام فما صَبَأَ ولا أَصْبأَ فيه أَي ما وَضَع فيه يَدَه، عن ابن الأَعرابي.

  أَبو زيد يقال: صَبَأْت على القوم صَبْأً وصَبَعتُ وهو أَن تَدُلَّ عليهم غيرهم.

  وقال ابن الأَعرابي: صَبَأَ عليه إذا خَرج عليه ومالَ عليه بالعَداوة.

  وجعلَ قوله، عليه الصلاة والسلام، لَتَعُودُنَّ فيها أَساوِدَ صُبًّى: فُعَّلاً من هذا خُفِّف همزه.

  أَراد أَنهم كالحيَّات التي يَمِيل بعضها على بعض.

  صتأ: صتَأَه يَصْتَؤُه صَتْأً: صَمَدَ له.

  صدأ: الصُّدْأَةُ: شُقْرةٌ تَضْرِبُ إلى السَّوادِ الغالِبِ.

  صَدِئَ صَدَأَ، وهو أَصْدَأُ والأُنثى صَدْآءُ وصَدِئةٌ، وفرس أَصْدَأُ وجَدْيٌ أَصْدَأُ بيِّن الصَّدَإِ، إذا كان أَسودَ مُشْرَباً حُمْرةً، وقد صَدِئً.

  وعَناقٌ صَدْآءُ.

  وهذا اللون من شِياتِ المعِز الخَيْل.

  يقال: كُمَيْتٌ أَصْدَأُ إذا عَلَتْه كُدْرةٌ، والفعل على وجهين: صَدِئَ يَصْدَأُ وأَصْدَأَ يُصْدِئُ.

  الأَصمعي في باب أَلوان الإِبل: إذا خالَطَ كُمْتةَ البَعِيرِ مثْلُ صَدَإ الحديد فهو الحُوَّةُ.

  شمر: الصَّدْآءُ على فَعْلاء: الأَرض التي تَرى حَجَرها أَصْدَأَ أَحمر يَضْرِب إلى السَّواد، لا تكون إلَّا غَلِيظة، ولا تكون مُسْتَوِيةً بالأَرض، وما تحتَ حِجارة الصدْآء أَرض غَلِيظةٌ، وربما كانت طِيناً وحِجارةً.

  وصُداء، ممدود: حَيٌّ مِنَ اليَمَنِ.

  وقال لبيد:

  فَصَلَقْنا في مُراد صَلْقةً ... وصُداءٌ أَلْحَقَتْهُمْ بالثَّلَلْ

  والنِّسبةُ إليه صُداويٌّ بمنزلة الرُهاوِي.

  قال: وهذه المَدَّةُ، وإن كانت في الأَصل ياءً أَو واوا، فإنما تجعل في النِّسبة واواً كراهيةَ التقاء الياءات.

  أَ لا ترى أَنك تقول: رَحًى ورَحَيانِ، فقد علمت أن أَلف رَحًى