[فصل الغين المعجمة]
  بأَسْحَمَ داجٍ الليل، وقيل: أَراد بأَسْحم داج سواد حَلَمَةِ ثدي أُمه، وقيل: أَراد بالأَسحم هنا الرَّحِمَ، وقيل: سواد الحلمة؛ يقول: هو والنَّدَى رضَعا من ثدي واحد؛ وقال ابن الكلبي: عَوْض في بيت الأَعشى اسم صنم كان لبكر بن وائل؛ وأَنشد لرُشَيْدِ بن رُمَيْضٍ العنزي:
  حَلَفْتُ بمائراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ ... وأَنْصابٍ تُرِكْنَ لدَى السَّعِيرِ
  قال: والسعِيرُ اسم صنم لعنزةَ خاصَّة، وقيل: عوض كلمة تجري مجرى اليمين.
  ومن كلامهم: لا أَفْعَلُه عَوْضَ العائضينَ ولا دَهْرَ الدَّاهِرينَ أَي لا أَفعله أَبداً.
  قال: ويقال ما رأَيت مثله عَوْض أَي لم أَرَ مثله قَط؛ وأَنشد:
  فَلَمْ أَرَ عاماً عَوْضُ أَكْثَرَ هالِكاً ... ووَجْه غُلامٍ يُشْتَرَى وغُلامَه
  ويقال: عاهَدَه أَن لا يُفارِقَه عَوْضُ أَي أَبداً.
  ويقول الرجل لصاحبه: عوض لا يكون ذلك أَبداً، فلو كان عوض اسماً للزمان إِذاً لجرى بالتنوين، ولكنه حرف يراد به القسم كما أَن أَجَلْ ونحوها مما لم يتمكن في التصريف حُمِلَ على غير الإِعراب.
  وقولهم: لا أَفعلُه من ذي عوضِ أَي أَبداً كما تقول من ذي قبْلُ ومن ذي أُنُفٍ أَي فيما يُسْتَقْبَلُ، أَضاف الدهر إِلى نفسه.
  قال ابن جني: ينبغي أَن تعلم أَنَّ العِوَضَ من لفظ عَوْضُ الذي هو الدهر، ومعناه أَن الدهر إِنما هو مرور النهار والليل والتقاؤُهما وتَصَرُّمُ أَجزائهما، وكلَّما مضَى جزء منه خلفه جزء آخر يكون عوَضاً منه، فالوقت الكائن الثاني غير الوقت الماضي الأَوّل، قال: فلهذا كان العِوَضُ أَشدّ مخالفة للمُعَوَّضِ منه من البدل؛ قال ابن بري: شاهد عوضُ، بالضم، قول جابر بن رَأْلانَ السِّنْبسِيّ:
  يَرْضَى الخَلِيطُ ويَرْضَى الجارُ مَنْزِلَه ... ولا يُرَى عَوْضُ صَلْدا يَرْصُدُ العَلَلا
  قال: وهذا البيت مع غيره في الحماسة.
  وعَوْضُ: صنم.
  وبنو عَوْضٍ: قبيلة.
  وعياضٌ: اسم رجل، وكله راجع إِلى معنى العِوَضِ الذي هو الخلَفُ.
  قال ابن جني في عياض اسم رجل: إِنما أَصله مصدر عُضْتُه أَي أَعطيته.
  وقال ابن بري في ترجمة عوص: عَوْصٌ: قبيلة، وعَوْضٌ، بالضاد، قبيلة من العرب؛ قال تأَبط شرّاً:
  ولَمَّا سَمِعْتُ العَوْضَ تَدْعُو، تَنَفَّرَتْ ... عَصافِيرُ رأْسي مِنْ نَوىً وتَوانِيا
فصل الغين المعجمة
  غبض: الليث: التَّغْبِيضُ أَن يريد الإِنسان البكاء فلا تُجِيبُه العين، قال أَبو منصور: وهذا حرف لم أَجده لغيره، قال: وأَرجو أَن يكون صحيحاً.
  غرض: الغَرْضُ: حِزامُ الرَّحْلِ، والغُرْضةُ كالغَرْضِ، والجمع غُرْضٌ مثل بُسْرةٍ وبُسْرٍ وغُرُضٌ مثل كُتُبٍ.
  والغُرْضةُ، بالضم: التَّصْدِيرُ، وهو للرحْل بمنزلة الحِزامِ للسَّرْج والبِطانِ، وقيل: الغَرْضُ البِطانُ للقَتَبِ، والجمع غُرُوضٌ مثل فَلْسٍ وفُلُوسٍ وأَغْراضٌ أَيضاً؛ قال ابن بري: ويجمع أَيضاً على أَغْرُضٍ مثل فَلْس وأَفْلُسٍ؛ قال هِمْيانُ بن قُحافة السعدي:
  يَغْتالُ طُولَ نِسْعِه وأَغْرُضِه ... بِنَفْخِ جَنْبَيْه، وعَرْضِ رَبَضِه