لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 179 - الجزء 1

  ذؤيب:

  عُقارٌ كَماءِ النِّيِّ لَيْسَتْ بخَمْطةٍ؛ ... ولا خَلَّةٍ، يَكْوِي الشَّرُوبَ شِهابُها

  شِهابُها: نارُها وحِدَّتُها.

  وأَناءَ اللحمَ يُنيئُه إِناءَةً إذا لم يُنْضِجْه.

  وفي الحديث: نَهَى عن أَكل اللَّحْم النِّيءِ: هو الذي لم يُطْبَخْ، أَو طُبِخَ أَدْنَى طَبْخ ولم يُنْضَجْ.

  والعرب تقول: لحمٌ نِيٌّ، فيحذفون الهمز وأَصله الهمز.

  والعرب تقول للبَن المَحْضِ: نِيءٌ، فإذا حَمُضَ، فهو نَضِيج.

  وأَنشد الأَصمعي:

  إذا ما شِئْتُ باكَرَني غُلامٌ ... بِزِقٍّ، فيه نِيءٌ، أَو نَضِيجُ

  وقال: أَراد بالنِّيءِ خَمْراً لم تَمَسَّها النارُ، وبالنَّضِيجِ المَطْبُوخَ.

  وقال شمر: النِّيءُ من اللبن ساعةَ يُحْلَبُ قبل أَن يُجْعَلَ في السِّقاءِ.

  قال شمر: وناءَ اللحمُ يَنُوءُ نَوْءاً ونِياً، لم يهمز نَيّاً، فإذا قالوا النَّيُّ.

  بفتح النون، فهو الشحم دون اللحم.

  قال الهذلي:

  فظَلْتُ، وظَلَّ أَصْحابي، لَدَيْهِمْ ... غَريضُ اللَّحْم: نِيٌّ أو نَضِيجُ

فصل الهاء

  هأهأ: الهأْهاءُ: دُعاءُ الإِبل إلى العَلَفِ؛ وهو زجْر الكلب وإشْلاؤُه؛ وهو الضَّحِكُ العالِي.

  وهَأْهَأَ إذا قَهْقَه وأَكثر المَدَّ.

  وأَنشد:

  أَهَأْأَهَأْ، عِند زادِ القَوْمِ، ضِحْكُهُمُ ... وأَنْتُمُ كُشُفٌ، عندَ اللِّقا، خُورُ؟⁣(⁣١)

  الأَلف قبل الهاء، للاستفهام، مُسْتَنْكر.

  وهَأْهَأَ بالإِبِلِ هِئْهاءً وهَأْهاءً، الأَخيرة نادرةٌ: دعاها إلى العَلَفِ، فقال هِئْهِئْ.

  وجارية هَأْهأَةٌ، مقصور: ضَحَّاكةٌ.

  وجَأْجَأْتُ بالإِبل: دَعَوْتُها للشُّرْب.

  والاسم الهِيءُ والجِيءُ، وقد تقدّم ذلك.

  الأَزهري: هاهَيْتُ بالإِبل: دَعَوْتُها.

  وهَأْهَأْتُ للْعَلَف، وجَأْجَأْتُ بالإِبل لتشرب.

  والاسم منه: الهِيءُ والجِيءُ.

  وأَنشد لمعاذ بن هَرَّاءٍ:

  وما كانَ، على الهِيءِ ... ولا الجِيءِ، امْتِداحِيكا

  رأَيت بخط الشيخ شرف الدين المُرْسِي بن أَبي الفَضْل: أَنَّ بخط الأَزهري الهِيءِ والجِيءِ، بالكسر.

  قال: وكذلك قيَّدهما في الموضعين من كتابه.

  قال: وكذلك في جامع اللحياني: رجلٌ هَأْهَأٌ وهَأْهَاءٌ من الضَّحِكِ.

  وأَنشد:

  يا رُبَّ بَيْضاءَ مِنَ العَواسِجِ ... هَأْهَأَةٍ، ذاتِ جَبِينٍ سارج⁣(⁣٢)

  هبأ: الهَبْءُ: حَيٌّ.

  هتأ: هَتَأَه بالعَصا هَتْأً: ضرَبَه.

  وتَهَتَّأَ الثوبُ: تَقَطَّعَ وبَلِيَ، بالتاء باثنتين.

  وكذلك تَهَمَّأَ، بالميم، وتَفَسَّأَ.

  وكلٌّ مذكور في موضعه.

  ومَضَى من الليل هَتْءٌ وهِتْءٌ وهِيتَأٌ وهِيتَاءٌ وهَزيعٌ أَي وقت.

  أَبو الهيثم: جاء بعد هَدْأَةٍ من الليل وهَتْأَةٍ.

  اللحياني: جاء بعد هَتِيءٍ، على فَعِيلٍ،


(١) قوله [أهأ أهأ الخ] هذا البيت أورده ابن سيده في المعتل فقال:

أهأ أهأ، عند زاد القوم، ضحكتهم

والوغى بدل اللقا.

(٢) قوله [سارج] في التهذيب أي حسن، اشتقاقه من السراج، وفي التكملة السارج الواضح.