لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 370 - الجزء 10

  هنق: الهَنَقُ: شبيه بالضَّجَر، وقد أَهْنَقه.

  هنبق: الهُنْبوقة: المِزْمار، وهو أيضا مجرى الوَدَج.

  الأَزهري: أَبو مالك الهُنْبُوق المِزْمار، وجمعه هَنابيق؛ قال كثيِّر عزة:

  يُرَجِّع في حَيْزُومه، غير باغمٍ ... يَراعاً من الأَحْشاء جُوفاً هَنابِقُه

  أَراد هَنابِيقه، فحذف الياء.

  الأَزهري: والزَّنَبقُ المزمار.

  هوق: الهَوْقَةُ: كالأَوْقةِ وهي حفرة يجتمع فيها الماء ويكثر فيه الطين وتأْلفها الطير، والجمع هُوق، والله أعلم.

  هيق: الهَيْق من الرجال: المفرط الطول، وقيل: هو الطويل الدَّقيقُ، ولذلك سمي الظَّلِيم هَيْقاً، والأُنثى هَيْقة؛ قال:

  وما لَيْلى من الهَيْقاتِ طولًا ... ولا لَيْلى من الحُذَفِ القِصارِ

  والهَيْق: الظليم لطوله كالهَيْقل؛ الياء في هَيْقٍ أصل وفي هَيْقَل زائدة، والجمع أَهْياق وهُيُوق، والأُنثى هَيْقه.

  والهَيْقة: الطويلة من النساء والإِبل.

  وأَهْيَقَ الظليم: صار هَيْقاً؛ قال رؤبة:

  أَزَلّ أو هَيْق نَعامٍ أَهْيَقَا

  وفي حديث أُحْدٍ: انْخَزل عبد الله بن أُبَيٍّ في كَتيبةٍ كأنه هَيْق يقدمُهم؛ الهَيْق: ذكر النعام، يريد سرعة ذهابه.

  الجوهري: الهَيْق الظَّلِيم، وكذلك الهَيْقَمُ، والميم زائدة.

  ورجل هَيْق: يشبَّه بالظَّلِيم لِنفاره وجُبْنه؛ ومنه قول الشاعر:

  هَدَجان الرَّالِ خلف الهَيْقة

فصل الواو

  وأق: الوَأْقة: من طير الماء، وحكاه بعضهم في التخفيف؛ قال ابن سيده: فلا أَدري أَهو تخفيف قياسي أَو بدليّ أو لغة، فإن كان تخفيفاً قياسيّاً أو بدليّاً فهو من هذا الباب، وإن كان لغةً فليس من هذا الباب، والله أعلم.

  وبق: وَبَق الرجلُ يَبِقُ وَبْقاً ووبُوقاً ووَبِقَ وَبْقاً واسْتَوْبَق: هلك، وأَوبَقَه هو؛ وأَوْبَقه أَيضاً: ذَلَّله.

  والمَوْبِقُ مَفْعِل منه، كالمَوْعِد مَفْعِل من وَعَدَ يَعِدُ؛ ومنه قوله تعالى: وجعلنا بينهم مَوْبِقاً؛ وفيه لغة أُخرى: وَبِقَ يَوْبَقُ وَبَقاً: وأَوْبَقه: أَهلكه.

  قال الفراء في قوله: وجعلنا بينهم مَوْبِقاً؛ يقول جعلنا تواصلهم في الدنيا مَوْبِقاً أي مَهْلِكاً لهم في الآخرة.

  وقال ابن الأَعرابي: مَوْبِقاً أي حاجزاً؛ وكل حاجز بين شيئين فهو مَوْبِق؛ وقال أَبو عبيد: المَوْبِق الموعد في قوله وجعلنا بينهم مَوْبِقاً؛ واحتج بقوله:

  وحادَ شَرَوْرَى والسِّتَارَ، فلم يَدَعْ ... تِعاراً له والوادِيَيْنِ بِمَوْبِقِ

  معناه بمَوْعد.

  وحكى ابن بري عن السيرافي قال: أي جعلنا تَواصُلَهم في الدنيا مَهْلِكاً لهم في الآخرة، فبينهم على هذا مفعول أَول لجعلنا لا ظرف، وقال أَبو عبيد: مَوْبِقاً مَوْعِداً، فبينهم على هذا ظرف.

  الفراء: يقال أَوْبَقَتْ فلاناً ذنوبُه أي أهلكته فوَبِق يَوْبَقُ وبَقاً ومَوْبِقاً إذا هلك.

  وفي نوادر الأَعراب: وبِقَتِ الإِبلُ في الطين إذا وَحَلَتْ فنشِبَتْ فيه.

  ووَبِقَ في دَينه إذا نشب فيه.

  وفي حديث الصراط: ومنهم المُوبَقُ بذنوبه أي المُهْلَك.

  يقال: أَوْبَقَه غيره، فهو مُوبَق.

  وفي الحديث: ولو فَعَل المُوبِقات أي الذنوب المهلكات.

  وفي حديث علي: فمنهم الغرِقُ الوَبِق.

  والمَوْبِقُ: المَحْبِسُ.

  وقد أَوْبَقه أي حبسه.

  وقوله تعالى: أو يُوبِقْهنّ بما كسبوا، أي يَحْبسهن، يعني الفُلْك وركبانها، فيَهْلِكوا فرقاً.