لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 116 - الجزء 7

  أَي فيها تغير؛ وقال أَبو ذؤيب فيه:

  ومُدَّعَسٍ فيه الأَنِيضُ اخْتَفَيْتُه ... بِجَرْداءَ يَنْتابُ الثَّمِيلَ حِمارُها

  والإِناضُ، بالكسر: حَمْلُ النخل المُدْرِك.

  وأَناضَ النخل⁣(⁣١) يُنِيضُ إِناضةً أَي أَيْنَع؛ ومنه قول لبيد:

  يوم أَرزاق من تفضل عُمٌّ ... مُوسِقات وحُفَّلٌ أَبْكارُ

  فاخِراتٌ ضُرُوعُها في ذُراها ... وأَناضَ العَيْدانُ والجَبّارُ

  العُمُّ: الطِّوالُ من النخل، الواحدة عميمة.

  والمُوسِقاتُ: التي أَوْسَقَت أَي حملت أَوْسُقاً.

  والحُفَّل: جمع حافِلٍ، وهي الكثيرة الحمل مشبهة بالناقة الحافل وهي التي امتلأَ ضرعها لَبَناً.

  والأَبْكارُ: التي يتعجَّل إِدراك ثمرها في أَول النخل، مأْخوذ من الباكُورة من الفاكهة، وهي التي تتقدَّم كل شيء.

  والفاخراتُ: اللاتي يَعْظُم حَملُها.

  والشاة الفخور: التي عظم ضرعها.

  والجَبّار من النخل: الذي فاتَ اليَدَ.

  والعَيْدانُ فاعل بأَناضَ، والجبّار معطوف عليه، ومعنى أَناضَ بلغَ إِناه ومنتهاه؛ ويروى: وإِناضُ العَيْدان، ومعناه وبالِغُ العَيْدانِ، والجبار معطوف على قوله وإِناضَ.

  ايض: آضَ يَئِيضُ أَيضاً: سارَ وعادَ.

  وآضَ إِلى أَهله: رجع إِليهم.

  قال ابن دريد: وفعلت كذا وكذا أَيْضاً من هذا، أَي رجعت إِليه وعُدْتُ.

  وتقول: افعل ذلك أَيضاً، وهو مَصْدر آضَ يَئِيضُ أَيضاً أَي رجع، فإِذا قيل لك: فعلت ذلك أَيضاً، قلت: أَكثرتَ من أَيْضٍ ودَعْني من أَيْضٍ؛ قال الليث: الأَيْضُ صَيْرورةُ الشيء شيئاً غيره.

  وآضَ كذا أَي صار.

  يقال: آضَ سوادُ شعره بياضاً، قال: وقولهم أَيْضاً كأَنه مأْخوذ من آضَ يَئِيضُ أَي عادَ يَعُود، فإِذا قلت أَيضاً تقول أَعِد لي ما مضى؛ قال: وتفسيرُ أَيْضاً زِيادةٌ.

  وفي حديث سمرة في الكسوف: إِن الشمس اسودت حتى آضَتْ كأَنها تَنُّومة؛ قال أَبو عبيد: آضَتْ أَي صارت ورَجَعَتْ؛ وأَنشد قول كعب يذكر أَرضاً قطعها:

  قَطَعت إِذا ما الآلُ آضَ، كأَنه ... سُيوفٌ تَنَحَّى تارةً ثم تَلْتَقي

  وتقول: فعلت كذا وكذا أَيضاً.

فصل الباء الموحدة

  برض: البارِض: أَول ما يظهر من نبت الأَرض وخص بعضهم به الجَعْدة والنَّزَعةَ والبهْمَى والهَلْتَى والقَبْأَةَ وبَنات الأَرض، وقيل: هو أَول ما يُعْرف من النبات وتَتناوَلُه النَّعَمُ.

  الأَصمعي: البُهْمَى أَول ما يبدو منها البارِضُ فإِذا تحرك قليلًا فهو جَمِيم؛ قال لبيد:

  يَلْمُجُ البارضَ لَمْجاً في النَّدى ... مِن مَرابِيعِ رِياض ورِجَلْ

  الجوهري: البارَضُ أَولُ ما تُخْرِجُ الأَرضُ من البُهْمَى والهَلْتَى وبِنتِ الأَرض لأَن نِبْتة هذه الأَشياء واحدةٌ ومَنْبِتها واحد، فهي ما دامت صغاراً بارَضٌ، فإِذا طالت تبينت أَجْناسُها.

  ويقال: أَبْرَضَت الأَرضُ إِذا تعاونَ بارِضُها فكثر.

  وفي


(١) قوله [وأناض النخل الخ] في شرح القاموس ما نصه: وذكر الجوهري هنا وأَناض النخل ينيض إناضة أي أينع، وتبعه صاحب اللسان، وهو غريب فإن أَناض مادته نوض.