لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 193 - الجزء 10

  شيق: الشِّيقُ: شعر ذنب الدابة.

  والشِّيقُ البُرَكُ، واحدته شِيقةٌ: طائر.

  والشِّيق: الشَّقُّ في الجبل، والشِّيق ما جُذِبَ، والشِّيقُ ما لم يزل، والشِّيقُ رأْسُ الأُدافِ، والشِّيقُ شعر الفرس، والشِّيقُ الجانب، يقال: امتلأَ من الشِّيقِ إلى الشِّيقِ.

  والشِّيقُ سُقْعٌ مستوٍ دقيق في لِهْب الجبل لا يستطاع ارتقاؤه وأَنشد:

  إحْلِيلُها شَقُّ كشَقِّ الشِّيقِ

  وقيل: هو أَعلى الجبل، وقيل: هو الجبل؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي:

  تأَبَّط خافةً فيها مِسابٌ ... فأَصبَحَ يَقْتَري مَسَداً بِشِيقِ

  أراد يقتري شِيقاً بمسد فقلبه؛ ويقال: هو أصعب موضع في الجبل؛ قال الشاعر:

  شَغْواءُ تُوطِنُ بين الشِّيقِ والنِّيقِ

  وقوله يَقْتَري مَسَداً، أَراد أَنه يتبع هذا الحبل المربوط في الشِّيق عند نزوله إلى موضع تعسيل النحل، فيكون شِيق في موضع الصفة لمسَدٍ، ولا يحتاج إلى أن يجعل مقلوباً.

  والمِسابُ: سقاء العسل وأَصله الهمز فخففه.

  والشِّيقُ: ضَرْبٌ من السمك.

  والشِّياقُ: مثل النِّياط.

  يقال: شِقْتُ الطُّنُبَ إلى الوتد مثل نُطْته؛ قال دريد بن الصمة يرثي أخاه:

  فجئتُ إليه، والرِّماحُ يَشِقْنَه ... كوَقْعِ الصَّياصِي في النَّسيجِ المُمَدَّدِ

  ويروى: تَنُوشُه.

فصل الصاد المهملة

  صدق: الصِّدْق: نقيض الكذب، صَدَقَ يَصْدُقُ صَدْقاً وصِدْقاً وتَصْداقاً.

  وصَدَّقه: قَبِل قولَه.

  وصدَقَه الحديث: أَنبأَه بالصِّدْق؛ قال الأَعشى:

  فصدَقْتُها وكَذَبْتُها ... والمَرْءُ يَنْفَعُه كِذابُه

  ويقال: صَدَقْتُ القومَ أي قلت لهم صِدْقاً، وكذلك من الوعيد إذا أَوقعت بهم قلت صَدَقْتُهم.

  ومن أَمثالهم: الصِّدقُ ينبئُ عنك لا الوَعِيد.

  ورجل صَدُوقٌ: أبلغ من الصادق.

  وفي المثل: صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه؛ وأَصله أن رجلًا أَراد بيع بَكْرٍ له فقال للمشتري: إنه جمل، فقال المشتري: بل هو بَكْرٌ، فينما هما كذلك إذ ندَّ البكر فصاح به صاحِبُه: هِدَعْ وهذه كلمة يسكَّن بها صغار الإِبل إذا نفرت، وقيل: يسكن بها البَكارة خاصَّة، فقال المشتري: صدقَني سِنَّ بَكْرِه.

  وفي حديث علي، ¥: صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه.

  وهو مثل يضرب للصادق في خبره.

  والمُصَدِّقُ: الذي يُصَدِّقُك في حديثك.

  وكَلْبٌ تقلب الصاد مع القاف زاياً، تقول ازْدُقْني أي اصْدُقْني، وقد بيَّن سيبويه هذا الضرب من المضارعة في باب الإِدغام.

  وقوله تعالى: لِيَسْأَلَ الصَّادِقينَ عن صِدْقِهم؛ تأْويله ليسأل المُبَلِّغين من الرسل عن صِدْقِهم في تبليغهم، وتأْويل سؤالهم التبكيتُ للذين كفروا بهم لأَن الله تعالى يعلم أَنهم صادِقُون.

  ورجل صِدْقٌ وامرأَة صِدْقٌ: وُصِفا بالمصدر، وصِدْقٌ صادِقٌ كقولهم شِعْرٌ شاعِرٌ، يريدون المبالغة والإِشارة.

  والصِّدِّيقُ، مثال الفِسَّيق: الدائمُ التَّصْدِيقِ، ويكون الذي يُصَدِّقُ قولَه بالعمل؛ ذكره الجوهري، ولقد أَساء التمثيل بالفِسِّيق في هذا المكان.

  والصِّدِّيقُ: المُصَدِّقُ.

  وفي التنزيل: وأُمُّه صِدِّيقةٌ أي مبالغة في الصِّدْق والتَّصْديِقِ على النسب أي ذات تَصْدِيق.

  وقوله تعالى: والذي جاء