لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 58 - الجزء 3

  أَنه قال: المَاخُ سكون اللَّهبِ، ذكره في باب الخاء؛ وقال في موضع آخر: ماخَ الغضَبُ وغيرُه إِذا سكن؛ قال الأَزهري: والميم فيه مبدَلة من الباء؛ يقال: باخ حرُّ اللهب وماخ إِذا سكن وفتر حرّه، والله أَعلم.

فصل النون

  نبخ: رجل نابِخَة: جَبَّار؛ قال ساعدة الهذلي:

  تُخْشَى عليه من الأَمْلاكِ نَابِخَةٌ ... من النَّوابِخِ، مثلُ الحادِرِ الرَّزِم

  ويروى نَابِجَةٌ⁣(⁣١) من النَّوابِجِ من النَّبَجة، وهي الرابية؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده بالياء لأَن فيه ضميراً يعود على ابن جُعْشُم في بيت قبله وهو:

  يَهْدي ابنُ جُعْشُمٍ الأَنْباءَ نحوَهُم ... لا مُنْتَأَى عن حِياضِ الموتِ والحُمَم

  ابن جُعْشُم هذا: هو سراقة بن مالك بن جعشم من بني مدلج.

  والحمم جمع حُمَّة، وهي القَدَر.

  والحادِر: الغَلِيظ وأَراد به الأَسد.

  والرزم: الذي قد رزم بمكانه.

  ورجل أَنْبَخُ إِذا كان جافياً.

  ونَبَخَ العجينُ ينبُخُ نُبُوخاً: انتَفَخَ واخْتَمَرَ؛ وعجين أَنْبَخانٌ وأَنْبَخانيٌّ: منتفخ مختمر؛ وقيل: هو الفاسد الحامض.

  وأَنْبَخَ: عَجَن عجيناً أَنْبَخانيًّا، وهو المسترخي؛ وخُبْز أَنْبَخَانيَّة كأَنها كُوَرُ الزنابير؛ وقيل: خُبْزَة أَنْبَخَانِيَّة؛ وقيل: الأَنْبَخَانُ العجين النَّبَّاخُ يعني الفاسدَ الحامض.

  أَبو مالك: ثَرِيدٌ أَنْبَخَانِيٌّ إِذا كان له بخار وسخونة؛ وقال غيره: ثريد أَنبخانيّ إِذا سُوِّيَ من الكعك والزيت فانتفخ حين صب عليه الماء واسترخى؛ وفي حديث عبد الملك بن عمير: خبزة أَنبخانية أَي لينة هشة.

  يقال: نَبَخَ العجينُ ينبُخُ إِذا اختمر.

  وعجين أَنبخان: لين مختمر، وقيل: حامض، والهمزة زائدة.

  والنَّبْخُ: ما نفَطَ من اليد عن العمل فخرج عليه شبه قرح ممتلئ ماء، فإِذا تَفَقَّأَ أَو يبس مجَلَت اليَدُ فصلبت على العمل، وكذلك من الجُدَريّ، وقيل: هو الجُدَريّ، وقيل: هو جُدَريُّ الغنم، وقيل: النَّبْخُ الجدريّ وكل ما يتنفط ويمتلئ ماء؛ قال كعب بن زهير:

  تحَطَّمَ عنها قَيْضُها عن خَراطِمٍ ... وعن حَدَقٍ كالنَّبْخِ لم تَتَفَتَّقِ

  يصف حدقة الرأْلِ أَو حدقة فرخ القطا، الواحدة من كل ذلك نبْخة؛ قال ابن بري: البيت لزهير بن أَبي سُلمى يصف فراخ النعام وقد تحطَّم عنها بيضها وظهرت خراطمها وظهرت أَعينها كالنَّبْخِ وهي غير مفتحة؛ وقيل: النَّبْخُ، بسكون الباء: الجدري؛ والنَّبَخُ، بفتح الباء: ما نَفِطَ من اليد عن العمل؛ والنَّبَخُ: آثار النار في الجسد.

  والنَّبْخَة والنَّبَخَة: بَرْدِيّ يجعل بين كل لوحين من أَلواح السفينة؛ الفتح عن كراع.

  ابن الأَعرابي: أَنْبَخَ الرجلُ إِذا أَكلَ النَّبْخَ، وهو أَصل البَرْدِيّ يؤْكل في القحط؛ ويقال للكبريتة التي تثقب بها النار: النَّبَخَة والنَّبْخَة والنُّبْخَة كالنكتة.

  وتراب أَنْبَخ: أَكدر اللون كثير.

  والنَّبْخَاء: الأَكمة أَو الأَرض المرتفعة؛ ومنه قول ابنة الخُسّ حين قيل لها: ما أَحسنُ شيءٍ؟ فقالت: غَادِيَةٌ في إِثْرِ سَارِيَةٍ في نَبْخاءَ قَاوِيَة؛ وإِنما اختارت النبخاء لأَن المعروف أَن النبات في الموضع المشرف أَحسن.

  وقد قيل: في نفخاء رابية أَي ليس


(١) قوله [نابجة الخ] كذا في الأَصل، وهو المناسب لقوله من النبجة الخ. وفي الصحاح ويروى بائجة من البوائج اه وهو الأَولى، فإنه قال في القاموس: والنابجة الداهية. قال شارحه والصواب انه البائجة، وقد تقدم في الموحدة فاني لم أجده في الأمهات.