لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الطاء المهملة]

صفحة 398 - الجزء 11

  وقول ساعدة بن جُؤَيَّة:

  كَساها ضالةً ثُجْراً ... كأَنَّ ظُباتِها الوَرَقُ

  أَراد سِهاماً بُرِيَتْ من ضالَةٍ، يَدُلُّ على ذلك قوله ثُجْراً.

  وقال أَبو حنيفة أَيضاً: الضَّالُ شجرة من الدِّقِّ تكون بأَطراف اليمن ترتفع قدر الذِّراع تَنْبُت نَبات السَّرْوِ، ولَها بَرَمَةٌ صفراء ذَكِيَّة جِدّاً تأْتيك رِيحُها من قَبْل أَن تَصِل إِليها، قال: وليست بِضالِ السِّدْر؛ هكذا حكاه؛ الضَّالُ شجرة فإِما أَن يكون مما قيل بالهاء وغير الهاء كحالَةٍ وحالٍ، وإِمّا أَن يريد بشجرة شجراً فوضع الواحد موضع الجمع.

  التهذيب: يقال خَرَج فلان بِضالَتِه أَي بسِلاحِه.

  والضَّالَة: السِّلاحُ أَجْمَعُ.

  يقال: إِنَّه لَكامل الضَّالَةِ، والأَصل في الضالَةِ النِّبالُ والقِسِيُّ التي تُسَوَّى من الضَّالِ؛ وقال بعض الأَنصار: قال ابن بري وهو عاصم بن ثابت:

  أَبُو سُلَيْمانَ وصُنْعُ المُقْعَدِ ... وضالةٌ مِثْلُ الجَحِيمِ المُوقَدِ⁣(⁣١)

  أَراد بالضالةِ السِّهامَ، شَبَّه نِصالَها في حِدَّتها بنارٍ مُوقَدَة؛ قال ابن بري: وقد يعبر بالضالَة عن النَّبْل لأَنها تُعْمَل منها؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة:

  أَجَرْت بمَخْشُوبٍ صَقِيلٍ وضالَةٍ ... مَباعِجَ ثُجْرٍ كُلُّها أَنت شائف

  وفي حديث أَبي هريرة: قال له أَبان بن سعيد وَبْرٌ تَدَلَّى من رأْس ضالٍ، هو بالتخفيف، مكانٌ أَو جَبَلٌ بعينه، يريد به تَوْهِين أَمره وتحقير قَدْره؛ قال ابن الأَثير: ويروى بالنون وهو أَيضاً جبل في أَرض دَوْسٍ، وقيل: أَراد به الضأْن من الغنم فتكون أَلفه همزة.

فصل الطاء المهملة

  طبل: الطَّبْلُ: معروف الذي يُضْرَب به وهو ذو الوجه الواحد والوجهين، والجمع أَطْبال وطُبُول.

  والطَّبَّال: صاحب الطَّبْل، وفِعْله التَّطْبِيل، وحِرْفته الطِّبالة، وقد طَبَلَ يَطْبُل.

  والطَّبْلة: شيء من خَشَب تتخذه النساء، والطَّبْل الرَّبْعة للطيِّب، والطَّبْل سَلَّة الطعام.

  الجوهري: وطَبْلُ الدراهِم وغيرها معروفٌ، والطَّبْلُ الخَلْق؛ قال:

  قد عَلِمُوا أَنَّا خِيارُ الطَّبْل ... وأَنَّنا أَهْلُ النَّدى والفَضْل

  وما أَدْري أَيُّ الطَّبْل هُو وأَيُّ الطَّبْن هُو أَي ما أَدري أَيُّ الناس؛ قال لبيد⁣(⁣٢):

  ثمَّ جَرَيْتُ لانْطِلاقِ رِسْلي ... سَتَعْلمون مَنْ خِيارُ الطَّبْل

  وقال البَعِيث:

  وأَبْقى طَوالُ الدَّهْرِ، من عَرَصاتِها ... بَقِيَّةَ أَرْمامٍ، كأَرْدِيَة الطَّبْل

  والطَّبْل: ضَرْب من الثياب، وقيل: هو وَشْيٌ يَمانٍ فيه كهيئة الطُّبُول.

  التهذيب: الطَّبْل ثياب عليها صورة الطَّبْل تُسمَّى الطَّبْلِيَّة، ويقال لها أَرْدِية الطَّبْل تُحْمَل من مصر، صانها الله تعالى؛ قال أَبو النجم:


(١) قوله [وصنع] كذا في التهذيب والذي في التكملة ومثله في قعد من اللسان وريش.

(٢) قوله [قال لبيد] قال الصاغاني: ليس الرجز للبيد.