لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الأف]

صفحة 3 - الجزء 10

  ق

حرف القاف

  ق: التهذيب: القاف والكاف لَهَويَّتان.

  وقال أَبو عبد الرحمن: تأْليفهما معقوم في بناءِ العربية لقرب مخرجيهما إلَّا أَن تجيءَ كلمة من كلام العجم معرَّبة، والقاف أَحد الحروف المجهورة، ومخرج الجيم والقاف والكاف بين عَكَدة اللسان وبين اللَّهاة في أَقصى الفم، والقاف والجيم كيف قلبتا لم يحسن تأْليفهما إلَّا بفصل لازم، وقد جاءَت كلمات معرَّبات في العربية ليست منها، وسيأتي ذلك في مكانه.

  التهذيب: والعين والقاف لا تدخلان على بناءٍ إلَّا حسَّنتاه لأَنهما أَطلق الحروف، أَما العين فأَنصع الحروف جَرْساً وأَلذها سماعاً، وأَما القاف فأَمتن الحروف وأَصحها جرساً، فإذا كانتا أَو إحداهما في بناءٍ حسُن لنَصاعتهما، فإن كان البناءُ اسماً لزمته السين والدال مع لزوم العين والقاف.

فصل الأف

  أبق: الإِباقُ: هرَبُ العبيد وذَهابهم من غير خوف ولا كدِّ عمل، قال: وهذا الحكم فيه أَن يُردّ، فإذا كان من كدّ عمل أَو خوف لم يردّ.

  وفي حديث شريح: كان يَرُدُّ العبدَ من الإِباق الباتِّ أي القاطع الذي لا شُبهة فيه.

  وقد أَبَقَ أي هربَ.

  وفي الحديث: أَن عبداً لابن عمر، ®، أَبَق فلحِق بالروم.

  ابن سيده: أَبَقَ يَأْبِق ويأْبُق أَبْقاً وإباقاً، فهو آبق، وجمعه أُبَّاقٌ.

  وأَبَقَ وتأَبَّقَ: استخفى ثم ذهب؛ قال الأَعشى:

  فذاك ولم يَعْجِزْ من الموتِ رَبُّه ... ولكنْ أَتاه الموتُ لا يتَأَبَّقُ

  الأَزهري: الإِباقُ هرَبُ العبد من سيده.

  قال الله تعالى في يونس، #، حين نَدَّ في الأَرض مُغاضِباً لقومه: إذ أَبَقَ إلى الفُلْك المَشْحُون.

  وتأَبَّق: استترَ، ويقال احتبس؛ وروى ثعلب أَنَّ ابن الأَعرابي أَنشده:

  أَلا قالتْ بَهانِ ولم تأَبَّقْ: ... كَبِرْتَ ولا يَلِيقُ بك النَّعيمُ

  قال: لم تأَبَّق إذا لم تأَثَّم من مقالتها، وقيل: لم تأَبَّق لم تأْنَف؛ قال ابن بري: البيت لعامر بن كعب