لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 95 - الجزء 2

  وهو ظاهره المسلوكُ.

  وقال النبي، ، لابنه إِبراهيم وهو يَجود بنَفْسه: لولا أَنه طَريقٌ مِيتاءٌ لَحَزِنَّا عليك أَكثر مما حَزِنَّا؛ أَراد أَنه طريق مسلوك، وهو مِفْعال من الإِتْيان، فإِن قلتَ طريقٌ مَأْتِيٌّ، فهو مفعول من أَتَيْتُه.

فصل النون

  نأت: نَأَتَ يَنْئِتُ ويَنْأَت نأْتاً ونَئِيتاً، وأَنَّ يَئِنُّ أَنِيناً، بمعنًى واحدٍ، غير أَن النَّئيتَ أَجْهَرُ من الأَنين.

  ونَأَتَ إِذا أَنَّ، مثل نَهَتَ.

  ورجل نَأْآتٌ: مثل نَهَّاتٍ.

  ونَأَتَ نَأْتاً: سَعى سَعْياً بطِيئاً.

  نبت: النَّبْتُ: النَّباتُ.

  الليث: كلُّ ما أَنْبَتَ الله في الأَرض، فهو نَبْتٌ؛ والنَّباتُ فِعْلُه، ويَجري مُجْرى اسمِه.

  يقال: أَنْبَتَ الله النَّبات إِنْباتاً؛ ونحو ذلك قال الفرَّاءُ: إِنَّ النَّبات اسم يقوم مقامَ المَصْدَر.

  قال الله تعالى: وأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً.

  ابن سيده: نَبَتَ الشيءُ يَنْبُت نَبْتاً ونَباتاً، وتَنَبَّتَ؛ قال:

  مَنْ كان أَشْرَكَ في تَفَرُّقِ فالِجٍ ... فَلُبونُه جَرِبَتْ معاً، وأَغَدَّتِ

  إِلَّا كناشِرَةِ الذي ضَيَّعْتُمُ ... كالغُصْنِ في غُلَوائِه المُتَنَبِّتِ

  وقيل: المُتَنَبِّتُ هنا المُتَأَصِّلُ.

  وقوله إِلَّا كناشِرة: أَراد إِلَّا ناشِرة، فزاد الكاف، كما قال رؤْبة:

  لواحِقُ الأَقْرابِ فيه كالمَقَقْ

  أَراد فيها المَقَقُ، وهو مذكور في موضعه.

  واختار بعضهم: أَنْبَتَ بمعنى نَبَتَ، وأَنكره الأَصمعي، وأَجازه أَبو عبيدة، واحتج بقول زهير: حتى إِذا أَنْبَتَ البَقْلُ، أَي نَبَتَ.

  وفي التنزيل العزيز: وشجرةً تخرجُ من طُورسَيْناءَ تَنْبُتُ بالدُّهْن؛ قرأَ ابن كثير وأَبو عمرو الحَضْرَميُّ تُنْبِتُ، بالضم في التاء، وكسر الباء؛ وقرأَ نافع وعاصم وحمزة والكسائي وابن عامر تَنْبُتُ، بفتح التاءِ؛ وقال الفراءُ: هما لغتان نَبَتَتِ الأَرضُ، وأَنْبَتَتْ؛ قال ابن سيده: أَما تُنْبِتُ فذهبَ كثير من الناس إِلى أَن معناه تُنْبِتُ الدُّهْنَ أَي شَجرَ الدُّهْن أَو حَبَّ الدُّهْن، وأَن الباءَ فيه زائدة؛ وكذلك قول عنترة:

  شَرِبِتْ بماءِ الدُّحْرُضَيْن، فأَصْبَحَتْ ... زَوْراءَ، تَنْفِرُ عن حِياضِ الدَّيْلَمِ

  قالوا: أَراد شَرِبَتْ ماءَ الدُّحْرُضَيْن.

  قال: وهذا عند حُذَّاقِ أَصحابنا على غير وجه الزيادة، وإِنما تأْويله، والله أَعلم، تُنْبِتُ ما تُنْبِتُه والدُّهْنُ فيها، كما تقول: خرج زيدٌ بثيابه أَي وثيابُه عليه، ورَكِبَ الأَمير بسيفه أَي وسيفه معه؛ كما أَنشد الأَصمعي:

  ومُسْتَنَّةٍ كاسْتِنانِ الخَروفِ ... قد قَطَّعَ الحَبْلَ بالمِرْوَدِ

  أَي قَطَع الحَبْلَ ومِرْوَدُه فيه؛ ونحو هذا قول أَبي ذُؤَيْب يصف الحمير:

  يَعْثُرْنَ في حَدِّ الظُّباةِ، كأَنما ... كُسِبَتْ بُرودَ بني تَزيدَ الأَذْرُعُ

  أَي يَعْثُرْنَ، وهُنَّ مع ذلك قد نَشِبْنَ في حَدِّ الظُّباة، وكذلك قوله: شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَين، إِنما الباء في معنى في، كما تقولا: شربت بالبصرة وبالكوفة أَي في البصرة وفي الكوفة، أَي شَرِبَتْ