لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الكاف]

صفحة 506 - الجزء 12

  كما جعل النفر من الجن حين قال ø: قل أُوحي إليّ أَنه استمع نفر من الجن، وقوله تعالى: يَسْتَبْدِلْ قوماً غيركم؛ قال الزجاج: جاء في التفسير: إن تولى العِبادُ استبدل الله بهم الملائكة، وجاء: إن تَوَلَّى أهلُ مكة استبدل الله بهم أهل المدينة، وجاء أيضاً: يَسْتَبْدِل قوماً غيركم من أهل فارس، وقيل: المعنى إن تتولوا يستبدل قوماً أَطْوَعَ له منكم.

  قال ابن بري: ويقال قوم من الجنّ وناسٌ من الجنّ وقَوْمٌ من الملائكة؛ قال أُمية:

  وفيها مِنْ عبادِ الله قَوْمٌ ... مَلائِكُ ذُلُلوا، وهُمُ صِعابُ

  والمَقامُ والمَقامة: المجلس.

  ومَقامات الناس: مَجالِسُهم؛ قال العباس بن مرداس أَنشده ابن بري:

  فأَيِّي ما وأَيُّكَ كان شَرّاً ... فَقِيدَ إلى المَقامةِ لا يَراها

  ويقال للجماعة يجتمعون في مَجْلِسٍ: مَقامة؛ ومنه قول لبيد:

  ومَقامةٍ غُلْبِ الرِّقابِ كأَنَّهم ... جِنٌّ، لدَى بابِ الحَصِيرِ، قِيامُ

  الحَصِير: المَلِك ههنا، والجمع مَقامات؛ أَنشد ابن بري لزهير:

  وفيهِمْ مَقاماتٌ حِسانٌ وجُوهُهُمْ ... وأَنْدِيةٌ يَنْتابُها القَوْلُ والفِعْلُ

  ومَقاماتُ الناسِ: مَجالِسهم أيضاً.

  والمَقامة والمَقام: الموضع الذي تَقُوم فيه.

  والمَقامةُ: السّادةُ.

  وكل ما أَوْجَعَك من جسَدِك فقد قامَ بك.

  أَبو زيد في نوادره: قامَ بي ظَهْري أَي أَوْجَعَني، وقامَت بي عيناي.

  ويومُ القِيامة: يومُ البَعْث؛ وفي التهذيب: القِيامة يوم البعث يَقُوم فيه الخَلْق بين يدي الحيّ القيوم.

  وفي الحديث ذكر يوم القِيامة في غير موضع، قيل: أَصله مصدر قام الخَلق من قُبورهم قِيامة، وقيل: هو تعريب قِيَمْثَا⁣(⁣١)، وهو بالسريانية بهذا المعنى.

  ابن سيده: ويوم القِيامة يوم الجمعة؛ ومنه قول كعب: أَتَظْلِم رجُلاً يوم القيامة؟ ومَضَتْ قُوَيْمةٌ من الليلِ أَي ساعةٌ أَو قِطْعة، ولم يَجِدْه أَبو عبيد، وكذلك مضَى قُوَيْمٌ من الليلِ، بغير هاء، أَي وَقْت غيرُ محدود.

فصل الكاف

  كتم: الكِتْمانُ: نَقِيض الإِعْلانِ، كَتَمَ الشيءَ يَكْتُمُه كَتْماً وكِتْماناً واكْتَتَمه وكَتَّمه؛ قال أَبو النجم:

  وكانَ في المَجْلِسِ جَمّ الهَذْرَمَه ... لَيْثاً على الدَّاهِية المُكَتَّمه

  وكَتَمه إياه؛ قال النابغة:

  كَتَمْتُكَ لَيْلاً بالجَمُومَينِ ساهِراً ... وهمَّيْن: هَمّاً مُسْتَكِنّاً، وظاهرا

  أَحادِيثَ نَفْسٍ تشْتَكي ما يَرِيبُها ... ووِرْدَ هُمُومٍ لا يَجِدْنَ مَصادِرا

  وكاتَمه إياه: ككَتَمه؛ قال:

  تَعَلَمْ، ولوْ كاتَمْتُه الناسَ، أَنَّني ... عليْكَ، ولم أَظْلِمْ بذلكَ، عاتِبُ

  وقوله: ولم أَظلم بذلك، اعتراض بين أَنّ وخبرِها، والاسم الكِتْمةُ.

  وحكى اللحياني: إنه لحَسن الكِتْمةِ.


(١) قوله [تعريب قيمثا] كذا ضبط في نسخة صحيحة من النهاية، وفي أخرى بفتح القاف والميم وسكون المثناة بينهما. ووقع في التهذيب بدل المثلثة ياء مثناة ولم يضبط.