لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 77 - الجزء 3

  فأَثَّتْ أَعاليه وآدتْ أُصولُه ... ومال بِقِنْيانً من البُسْرِ أَحمرا

  آدت أُصوله: قويت، تَئيدُ أَيْداً.

  والإِيادُ: التراب يجعل حول الحوض أَو الخباءَ يقوى به أَو يمنع ماء المطر؛ قال ذو الرمة يصف الظليم:

  دفعناه عن بَيضٍ حسانٍ بأَجْرَعٍ ... حَوَى حَوْلَها من تُرْبه بإِيادِ

  يعني طردناه عن بيضه.

  ويقال: رماه الله بإِحدى الموائد والمآود أَي الدواهي.

  والإِياد: ماحَنا من الرمل.

  وإِياد: اسم رجل، هو ابن معدّ وهم اليوم باليمن؛ قال ابن دريد: هما إِيادانِ: إِياد بن نزار، وإِياد بن سُود بن الحُجر بن عمار بن عمرو.

  الجوهري: إِيادُ حيّ من معدّ؛ قال أَبو دُواد الإِيادي:

  في فُتوٍّ حَسَنٍ أَوجهُهُمْ ... من إِياد بن نِزار بن مُضر

فصل الباء الموحدة

  بترد: بَتْرَدُ: موضع.

  بجد: بَجَدَ بالمكان يَبْجُدُ بُجوداً وبَجَداً؛ الأَخيرة عن كراع: كلاهما أَقام به؛ وبَجَّدَ تَبْجيداً أَيضاً، وبَجَدَت الإِبل بُجُوداً وبَجَّدَت: لزمت المرتع.

  وعنده بَجْدَة ذلك، بالفتح، أَي علمه؛ ومنه يقال: هو ابن بَجْدَتها للعالم بالشيءِ المتقن له المميز له، وكذلك يقال للدليل الهادي؛ وقيل: هو الذي لا يبرح، من قوله بَجَد بالمكان إِذا أَقام.

  وهو عالم ببُجْدَة أَمرك وبَجْدة أَمرك وبُجُدَة أَمرك، بضم الباء والجيم، أَي بدخيلته وبطانته.

  وجاءَنا بَجْدٌ من الناس أَي طَبَقٌ.

  وعليه بَجْدٌ من الناس أَي جماعة، وجمعه بُجُودٌ؛ قال كعب بن مالك:

  تلوذ البُجودُ بأَدرائنا ... من الضُّرّ، في أَزَمات السّنينا

  ويقال للرجل المقيم بالموضع: إِنه لَباجِدٌ؛ وأَنشد:

  فكيف ولم تَنْفِطْ عَناقٌ، ولم يُرَعْ ... سَوامٌ، بأَكناف الأَجِرَّة، باجِدُ

  والبَجْدُ من الخيل: مائة فأَكثر؛ عن الهجري.

  والبِجاد: كساءٌ مخطط من أَكسية الأَعراب، وقيل: إِذا غزل الصوف بسرة ونسج بالصِّيصَة، فهو بِجاد، والجمع بُجُدٌ؛ ويقال للشُّقَّة من البُجُد: قَليحٌ، وجمعه قُلُح، قال: ورَفُّ البيت: أَن يَقْصُر الكِسْرُ عن الأَرض فيوصل بخرقة من البُجُد أَو غيرها ليبلغ الأَرض، وجمعه رُفوف.

  أَبو مالك: رفائف البيت أَكسية تعلق إِلى الآفاق حتى تلحق بالأَرض، ومنه ذو البِجادين وهو دليل النبي، ، وهو عنبسة بن نهم⁣(⁣١).

  المزني.

  قال ابن سيده: أُراه كان يلبس كساءَين في سفره مع سيدنا رسول الله، ، وقيل: سماه رسول الله، ، بذلك لأَنه حين أَراد المصير إِليه قطعت أُمه بِجاداً لها قطعتين، فارتدى بإِحداهما وائتزر بالأُخرى.

  وفي حديث جبير بن مطعم: نظرت والناس يقتتلون يوم حنين إِلى مثل البِجاد الأَسود يهوي من السماءِ؛ البجاد: الكساءُ، أَراد الملائكة الذين أَيدهم الله بهم.

  وأَصبحت الأَرض بَجْدةً واحدة إِذا طبقها هذا الجراد الأَسود.

  وفي حديث معاوية: أَنه مازح الأَحنف بن قيس فقال له: ما الشيءُ الملفف في البِجاد؟ قال: هو السخينة


(١) قوله [وهو عنبسة بن نهم الخ] عبارة القاموس وشرحه: ومنه عبد الله بن عبد نهم بن عفيف الخ.