لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 63 - الجزء 14

  إذ لا مانع من ظهور الواو في هذا الموضع.

  وقال الجوهري: قال سيبويه موضع العين من الآية واو لأَن ما كان مَوْضعَ العين منه واوٌ واللام ياء أَكثر مما موضع العين واللام منه ياءَان، مثل شَوَيْتُ أَكثر من حَيِيت، قال: وتكون النسبة إليه أوَوِيُّ؛ قال الفراء: هي من الفعل فاعلة، وإنما ذهبت منه اللام، ولو جاءت تامة لجاءت آييَة، ولكنها خُففت، وجمع الآية آيٌ وآياتٌ؛ وأَنشد أَبو زيد:

  لم يبق هذا الدهر من آيايه

  قال ابن بري: لم يذكر سيبويه أَن عين آية واو كما ذكر الجوهري، وإنما قال أَصلها أَيّة، فأُبدلت الياء الساكنة أَلفا؛ وحكي عن الخليل أَن وزنها فَعَلة، وأَجاز في النسب إلى آية آييٌ وآئِيٌّ وآوِيٌّ، قال: فأَما أَوَوِيٌّ فلم يقله أَحد علمته غير الجوهري.

  وقال ابن بري أَيضا عند قول الجوهري في جمع الآية آياي، قال: صوابه آياء، بالهمز، لأَن الياء إذا وقعت طرفاً بعد أَلف زائدة قلبت همزة، وهو جمع آيٍ لا آيةٍ.

  وتَأَيا أَي توقَّف وتَمَكَّث، تقديره تَعَيَّا.

  ويقال: قد تَأيَّيت على تَفَعَّلت أَي تَلَبَّثت وتَحَبَّست.

  ويقال: ليس منزلكم بدار تَئِيَّةٍ أَي بمنزلة تَلَبُّثٍ وتَحَبُّس؛ قال الكميت:

  قِفْ بالدِّيارِ وُقوفَ زائرْ ... وتَأَيَّ، إنَّك غَيْرُ صاغرْ

  وقال الحُويْدِرة:

  ومُناخِ غَيْرِ تَئِيَّةٍ عَرَّسْتُه ... قَمِنٍ مِنَ الحِدْثانِ نابي المَضْجَع

  والتَّأَيِّي: التَّنَظُّر والتُّؤَدة.

  يقال: تأَيَّا الرجلُ بتأَيَّا تَأَيِّياً إذا تأَنى في الأَمر؛ قال لبيد:

  وتأيَّيْتُ عليه ثانياً ... يَتَّقِيني بتَلِيلٍ ذي خُصَل

  أَي انصرفت على تُؤَدةٍ مُتَأَنيَّا؛ قال أَبو منصور: معنى قوله وتأَيَّيت عليه أَي تَثَبَّتُّ وتمكَّثت، وأَنا عليه يعني في فرسه.

  وتَأَيَّا عليه: انصرف في تؤدة.

  وموضع مأْبيُّ الكلإِ أَي وَخِيمه.

  وإيا الشمس وأَياؤها: نورها وضوءها وحسنها، وكذلك إياتها وأَياتُها، وجمعها آياء وإياء كأكَمة وإكام؛ وأَنشد الكسائي لشاعر:

  سَقَتْه إياةُ الشمس، إلَّا لثاتِه ... أُسِفَّ، ولم تَكْدِمْ عليه بإثْمِد⁣(⁣١)

  قال الأَزهري: يقال الأَياء، مفتوح الأَول بالمد، والإِيا، مكسور الأَول بالقصر، وإياةٌ، كله واحدٌ: شعاع الشمس وضوءها؛ قال: ولم أَسمع لها فعلاً، وسنذكره في الأَلف اللينة أَيضاً.

  وإيا النبات وأَيَاؤه: حسنه وزَهْره، في التشبيه.

  وأَيَايا وأَيايَه ويَايَه، الأَخيرة على حذف الفاء: زَجْرٌ للإِبل، وقد أَيَّا بها.

  الليث: يقال أَيَّيْتُ بالإِبل أُأَيِّي بها تَأْيِيةً إذا زجرتها تقول لها أَيَا أَيَا؛ قال ذو الرمة:

  إذا قال حادِينا ... أَيَا يَا اتَّقَيْنه بمثْلِ الذُّرى مُطْلَنْفِئات العَرائِك

فصل الباء الموحدة

  بأي: البَأْواءُ، يمدّ ويقصر: وهي العَظَمة، والبَأْوُ مثله، وبأَي عليهم يَبْأَى بأْواً، مثال بَعى يَبْعى بَعْواً: فَخَرَ.

  والبَأْوُ: الكِبْرُ والفخر.

  بأَيْتُ عليهم أَبْأَى: فَخَرْتَ عليهم، لغة في بَأَوْتُ على


(١) البيت للبيد.