لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهمزة]

صفحة 3 - الجزء 9

  ف

حرف الفاء

  ف: الفاء من الحروف المَهْمُوسةِ ومن الحروف الشَّفَوِية.

فصل الهمزة

  أثف: الأُثْفِيَّةُ والإِثْفِيّةُ: الحجر الذي تُوضَعُ عليه القِدْرُ، وجمعها أَثافيُّ وأَثافٍ، قال الأَخفش: اعْتَزَمت العرب أَثافيَ أَي أَنهم لم يتكلموا بها إلامخففة.

  وفي حديث جابر: والبُرْمة بينَ الأَثافي؛ هي جمع أُثْفِيّة، وقد تخفف الياء في الجمع، وهي الحجارة التي تُنْصَبُ وتجعل القِدْرُ عليها.

  يقال: أَثْفَيْتُ القِدْرَ إذا جعلتَ لها الأَثافي، وثَفَّيْتُها إذا وضعتها عليها، والهمزة فيها زائدة؛ ورأَيت حاشية بخط بعض الأَفاضل.

  قال أَبو القاسم الزمخشَري: الأُثْفِيّةُ ذات وجهين تكون فُعْلُويةً وأُفْعُولةً، تقول أَثَّفْتُ القِدْرُ وثَفَّيْتُها وتأَثَّفَتِ القِدْرُ.

  الجوهري: أَثَّفْتُ القِدْرَ تأْثِيفاً لغة في ثَفَّيْتُها تَثْفِيةً إذا وضعتَها على الأَثافي.

  وقولهم: رماه اللَّه بثالثة الأَثافي، قال ثعلب: أَي رماه اللَّه بالجبل أَي بِداهيةٍ مثلِ الجبل، والمعنى أَنهم إذا لم يجدوا ثالثة من الأَثافي أَسْنَدُوا قُدُورَهم إلى الجبل.

  وقد آثَفَها وأَثَّفَها وأَثْفاها، وقِدْرٌ مُؤَثْفاةٌ؛ قال:

  وصالياتٍ كَكما يُؤَثْفَيْنْ⁣(⁣١)

  وتأَثَّفْناه: صرنا حَوالَيْه كالأُثْفِيةِ.

  ومرَةٌ مؤَثَّفةٌ: لزوجها امرأَتان سِواها وهي ثالثتهما، شبهت بأَثافي القِدْر.

  ومنه قول المخزومية: إني أَنا المُؤَثَّفة المُكَثَّفةُ؛ حكاه ابن الأَعرابي ولم يفسر واحدة منهما.

  والإِثْفِيّةُ، بالكسر: العَدَدُ والجماعةُ من الناس.

  قال ابن الأَعرابي في حديث له: إن في الحِرْمازِ اليومَ لَثَفِنةً إثْفِيَّةً من أَثافي الناس صُلْبةً؛ نَصَب إثْفِيّة على البدل ولا تكون صفة لأَنها اسم.

  وتأَثَّفوا بالمكان: أَقاموا فلم يبرحوا.

  وتأَثَّفوا على الأَمر: تَعاوَنُوا.

  وأَثَفْتُه آثِفُه أَثْفاً: تَبِعْتُه.

  والآثِفُ: التَّابِعُ، وقد أَثَفَه يأْثِفُه مثال كسَرَه يكْسِرُه أَي تَبِعَه.

  الجوهري: أَبو زيد تأَثَّفَ الرجلُ المكانَ إذا لم يَبْرَحْه.

  ويقال: تأَثَّفُوه أَي تَكَنَّفُوه؛ ومنه قول النابغة:


(١) قوله: ككما يُؤثْفَينْ هكذا في الأَصل.