[فصل الباء الموحدة]
فصل الباء الموحدة
  بأر: البِئْرُ: القَلِيبُ، أُنثى، والجمع أَبْآرٌ، بهمزة بعد الباء، مقلوب عن يعقوب، ومن العرب من يقلب الهمزة فيقول: آبارٌ، فإِذا كُثِّرَتْ، فهي البِئارُ، وهي في القلة أَبْؤُرٌ.
  وفي حديث عائشة: اغْتَسِلي من ثلاث أَبْؤُرٍ يَمُدُّ بعضُها بعضاً؛ أَبْؤُرٌ: جمعُ قلة للبئر.
  ومدّ بعضها بعضاً: هو أَن مياهها تجتمع في واحدة كمياه القناة، وهي البِئْرَةُ، وحافرُها: الأَبَّارُ، مقلوب ولم يُسمع على وَجْهِه؛ وفي التهذيب: وحافِرُها بأْآر؛ ويقال: أَبَّارٌ؛ وقد بَأَرْتُ بِئْراً وبَأَرَها يَبْأَرُها وابْتَأَرَها: حَفَرَها.
  أَبو زيد: بَأَرْتُ أَبْأَرُ بَأْراً حَفْرتُ بُؤْرَةً يطبخ فيها، وهي الإِرَةُ.
  وفي الحديث: البِئْرُ جبارٌ قيل هي العادِيَّةُ القديمة لا يعلم لها حافر ولا مالك، فيقع فيها الإِنسان أَو غيره، فهو جُبار أَي هَدَرٌ، وقيل: هو الأَجير الذي ينزل البئر فينقيها أَو يخرج منها شيئاً وقع فيها فيموت.
  والبُؤُرَةُ: كالزُّبْيَةِ من الأَرض، وقيل: هي موقد النار، والفعل كالفعل.
  وبَأَرَ الشيءَ يَبْأَرُه بَأْراً وابْتَأَرَه، كلاهما: خَبَأَه وادَّخَرَه؛ ومنه قيل للحُفرَةِ: البُؤُرَةُ.
  والبُؤْرَةُ والبِئْرَةُ والبَئِيرَةُ، على فَعِيلَةٍ: ما خُبِئَ وادُّخِرَ.
  وفي الحديث: أَن رجلاً آتاه الله مالاً فلم يَبْتَئْر خيراً: أَي لم يُقَدِّمْ لنفسه خَبِيئَةَ خَيْرٍ ولم يَدَّخِرْ.
  وابْتَأَرَ الخيرَ وبَأَرَه: قَدَّمَه، وقيل: عمله مستوراً.
  وقال الأُمَوِيُّ في معنى الحديث: هو من الشيء يُخْبَأُ كأَنه لم يُقدِّم لنفسه خيراً خَبَأَه لها.
  ويقال للذَّخيرة يدّخرها الإِنسان: بَئِيرَةٌ.
  قال أَبو عبيد: في الابْتِئار لغتان: يقال ابْتَأَرْتُ وائْتَبَرْتُ ابْتِئاراً وائتِباراً؛ وقال القطامي:
  فإِن لم تَأْتَبِرْ رَشَداً قُرَيْشٌ ... فليس لسائِر لناسِ ائتْبِارُ
  يعني اصطناع الخير والمعروف وتقديمه.
  ويقال لإِرَةِ النارِ: بُؤْرَةٌ، وجمعه بُؤَرٌ.
  ببر: البَبْرُ: واحدُ البُبُور، وهو الفُرانِقُ الذي يعادي الأَسد.
  غيره: البَبْرُ ضرب من السباع، أَعجمي معرّب.
  بتر: البَتْرُ: اسْتِئْصالُ الشيء قطعاً.
  غيره: البَتْرُ قَطْعُ الذَّنَبِ ونحوه إِذا استأْصله.
  بَتَرْتُ الشيءَ بَتْراً: قطعته قبل الإِتمام.
  والانْبتارُ: الانْقِطاعُ.
  وفي حديث الضحايا: أَنه نهي عن المبتورةِ، وهي التي قطع ذنبها.
  قال ابن سيده: وقيل كُلُّ قطع بَتْرٌ؛ بَتَرَه يَبْتُرُه بَتْراً فانْبَتَرَ وتَبَتَّر.
  وسَيْفٌ باتِرٌ وبَتُورٌ وبَتَّارٌ: قطَّاع.
  والباتِرُ: السيفُ القاطعُ.
  والأَبْتَرُ: المقطوعُ الذَّنَب من أَيّ موضع كان من جميع الدواب؛ وقد أَبْتَرَه فَبَتَر، وذَنَبٌ أَبْتَرُ.
  وتقول منه: بَتِرَ، بالكسر، يَبْتَرُ بَتَراً.
  وفي الحديث: أَنه نهى عن البُتَيْراءِ؛ هو أَن يُوتِرَ بركعة واحدة، وقيل: هو الذي شرع في ركعتين فأَتم الأُولى وقطع الثانية: وفي حديث سعد: أَنه أَوْتَرَ بركعة، فَأَنْكَرَ عليه ابْنُ مسعود وقال: ما هذه البَتْراءُ؟ وكل أَمر انقطع من الخير أَثَرُه، فهو أَبْتَرُ.
  والأَبْتَرانِ: العَيْرُ والعَبْدُ، سُميِّا أَبْتَرَيْنِ لقلة خيرهما.
  وقد أَبْتَرَه الله أَي صيره أَبتر.
  وخطبةٌ بَتْراءُ إِذا لم يُذكر الله تعالى فيها ولا صُلَّيَ على النبي، ﷺ؛ وخطب زياد خطبته البَتْراءَ: قيل لها البَتْراءُ لأَنه لم يحمد الله تعالى فيها