لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 37 - الجزء 4

فصل الباء الموحدة

  بأر: البِئْرُ: القَلِيبُ، أُنثى، والجمع أَبْآرٌ، بهمزة بعد الباء، مقلوب عن يعقوب، ومن العرب من يقلب الهمزة فيقول: آبارٌ، فإِذا كُثِّرَتْ، فهي البِئارُ، وهي في القلة أَبْؤُرٌ.

  وفي حديث عائشة: اغْتَسِلي من ثلاث أَبْؤُرٍ يَمُدُّ بعضُها بعضاً؛ أَبْؤُرٌ: جمعُ قلة للبئر.

  ومدّ بعضها بعضاً: هو أَن مياهها تجتمع في واحدة كمياه القناة، وهي البِئْرَةُ، وحافرُها: الأَبَّارُ، مقلوب ولم يُسمع على وَجْهِه؛ وفي التهذيب: وحافِرُها بأْآر؛ ويقال: أَبَّارٌ؛ وقد بَأَرْتُ بِئْراً وبَأَرَها يَبْأَرُها وابْتَأَرَها: حَفَرَها.

  أَبو زيد: بَأَرْتُ أَبْأَرُ بَأْراً حَفْرتُ بُؤْرَةً يطبخ فيها، وهي الإِرَةُ.

  وفي الحديث: البِئْرُ جبارٌ قيل هي العادِيَّةُ القديمة لا يعلم لها حافر ولا مالك، فيقع فيها الإِنسان أَو غيره، فهو جُبار أَي هَدَرٌ، وقيل: هو الأَجير الذي ينزل البئر فينقيها أَو يخرج منها شيئاً وقع فيها فيموت.

  والبُؤُرَةُ: كالزُّبْيَةِ من الأَرض، وقيل: هي موقد النار، والفعل كالفعل.

  وبَأَرَ الشيءَ يَبْأَرُه بَأْراً وابْتَأَرَه، كلاهما: خَبَأَه وادَّخَرَه؛ ومنه قيل للحُفرَةِ: البُؤُرَةُ.

  والبُؤْرَةُ والبِئْرَةُ والبَئِيرَةُ، على فَعِيلَةٍ: ما خُبِئَ وادُّخِرَ.

  وفي الحديث: أَن رجلاً آتاه الله مالاً فلم يَبْتَئْر خيراً: أَي لم يُقَدِّمْ لنفسه خَبِيئَةَ خَيْرٍ ولم يَدَّخِرْ.

  وابْتَأَرَ الخيرَ وبَأَرَه: قَدَّمَه، وقيل: عمله مستوراً.

  وقال الأُمَوِيُّ في معنى الحديث: هو من الشيء يُخْبَأُ كأَنه لم يُقدِّم لنفسه خيراً خَبَأَه لها.

  ويقال للذَّخيرة يدّخرها الإِنسان: بَئِيرَةٌ.

  قال أَبو عبيد: في الابْتِئار لغتان: يقال ابْتَأَرْتُ وائْتَبَرْتُ ابْتِئاراً وائتِباراً؛ وقال القطامي:

  فإِن لم تَأْتَبِرْ رَشَداً قُرَيْشٌ ... فليس لسائِر لناسِ ائتْبِارُ

  يعني اصطناع الخير والمعروف وتقديمه.

  ويقال لإِرَةِ النارِ: بُؤْرَةٌ، وجمعه بُؤَرٌ.

  ببر: البَبْرُ: واحدُ البُبُور، وهو الفُرانِقُ الذي يعادي الأَسد.

  غيره: البَبْرُ ضرب من السباع، أَعجمي معرّب.

  بتر: البَتْرُ: اسْتِئْصالُ الشيء قطعاً.

  غيره: البَتْرُ قَطْعُ الذَّنَبِ ونحوه إِذا استأْصله.

  بَتَرْتُ الشيءَ بَتْراً: قطعته قبل الإِتمام.

  والانْبتارُ: الانْقِطاعُ.

  وفي حديث الضحايا: أَنه نهي عن المبتورةِ، وهي التي قطع ذنبها.

  قال ابن سيده: وقيل كُلُّ قطع بَتْرٌ؛ بَتَرَه يَبْتُرُه بَتْراً فانْبَتَرَ وتَبَتَّر.

  وسَيْفٌ باتِرٌ وبَتُورٌ وبَتَّارٌ: قطَّاع.

  والباتِرُ: السيفُ القاطعُ.

  والأَبْتَرُ: المقطوعُ الذَّنَب من أَيّ موضع كان من جميع الدواب؛ وقد أَبْتَرَه فَبَتَر، وذَنَبٌ أَبْتَرُ.

  وتقول منه: بَتِرَ، بالكسر، يَبْتَرُ بَتَراً.

  وفي الحديث: أَنه نهى عن البُتَيْراءِ؛ هو أَن يُوتِرَ بركعة واحدة، وقيل: هو الذي شرع في ركعتين فأَتم الأُولى وقطع الثانية: وفي حديث سعد: أَنه أَوْتَرَ بركعة، فَأَنْكَرَ عليه ابْنُ مسعود وقال: ما هذه البَتْراءُ؟ وكل أَمر انقطع من الخير أَثَرُه، فهو أَبْتَرُ.

  والأَبْتَرانِ: العَيْرُ والعَبْدُ، سُميِّا أَبْتَرَيْنِ لقلة خيرهما.

  وقد أَبْتَرَه الله أَي صيره أَبتر.

  وخطبةٌ بَتْراءُ إِذا لم يُذكر الله تعالى فيها ولا صُلَّيَ على النبي، ؛ وخطب زياد خطبته البَتْراءَ: قيل لها البَتْراءُ لأَنه لم يحمد الله تعالى فيها