لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الدال المهملة]

صفحة 69 - الجزء 1

  الخِلاء منها إذا ضَبِعَتْ، تَبْرك فلا تَثُور.

  وقال ابن شميل: يقال للجمل: خَلأَ يَخْلأُ خِلاءً: إذا بَرَكَ فلم يقم.

  قال: ولا يقال خَلأَ إلَّا للجمل.

  قال أَبو منصور: لم يعرف ابن شميل الخِلاء فجعله للجمل خاصة، وهو عند العرب للناقة، وأَنشد قول زهير:

  بآرزة الفقارة لم يخنها

  والتِّخْلِئُ: الدنيا، وأَنشد أَبو حمزة:

  لو كان، في التِّخْلِئِ، زَيْد ما نَفَعْ ... لأَنَّ زَيْداً عاجِزُ الرَّأْيِ، لُكَعْ⁣(⁣١)

  ويقال: تِخْلِئٌ وتَخْلِئٌ، وقيل: هو الطعام والشراب؛ يقال: لو كان في التِّخْلِئ ما نفعه.

  وخالأَ القومُ: تركوا شيئاً وأَخذوا في غيره، حكاه ثعلب، وأَنشد:

  فلَمَّا فنى ما في الكَنائنِ خالَؤُوا ... إلى القَرْعِ من جِلدِ الهِجانِ المُجَوَّبِ

  يقول: فَزِعُوا إلى السُّيوف والدَّرَقِ.

  وفي حديث أُم زَرْع: كنتُ لكِ كأَبِي زَرْعٍ لأُمّ زرعٍ في الأُلفةِ والرِّفاء لا في الفُرقةِ والخِلاء.

  الخِلاء، بالكسر والمدّ: المُباعَدةُ والمُجانَبةُ.

  خمأ: الخَمَأُ، مقصور: موضع.

فصل الدال المهملة

  دأدأ: الدِّئْداءُ: أَشدُّ عَدْوِ البعيرِ.

  دَأْدَأَ دَأْدأَةً ودِئْداءً، ممدود: عَدا أَشَدَّ العَدْو، ودَأْدَأْت دَأْدَأَةً.

  قال أَبو دُواد يَزيد بن معاويةَ بن عَمرو بن قَيس بن عُبيد بن رُؤَاس بن كِلاب بن ربيعةَ بن عامر بن صَعْصَعَة الرُّؤاسي، وقيل في كُنيته أَبو دُوادٍ:

  واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ، تَرْكُضُه ... أُمُّ الفَوارِسِ، بالدِّئْداء والرَّبَعَه

  وكان أَبو عُمر الزاهِدُ يقول في الرُؤَاسي أَحدِ القُرّاء والمُحدِّثين إنه الرَّواسِي، بفتح الراء والواو من غير همز، منسوب إلى رَواسٍ قبيلة من بني سليم، وكان ينكر أَن يقال الرؤاسِي بالهمز، كما يقوله المُحدِّثون وغيرهم.

  وبَيْتُ أَبي دُواد هذا المتقدم يُضْرب مثلاً في شِدَّة الأَمر.

  يقول: رَكِبَتْ هذه المرأَةُ التي لها بَنُونَ فوارِسُ بَعِيراً صَعباً عُرْياً من شِدَّة الجَدْبِ، وكان البَعِيرُ لا خِطام له، وإذا كانت أُمّ الفَوارِس قد بَلَغَ بها هذا الجَهدُ فكيف غَيرُها؟ والفَوارِسُ في البيت: الشُجْعان.

  يقال رجل فارِسٌ، أَي شُجاعٌ؛ والعُلُطُ: الذي لا خِطامَ عليه، ويقال: بَعِيرٌ عُلُطٌ مُلُطٌ: إذا لم يكن عليه وَسْمٌ؛ والدِّئداءُ والرَّبَعةُ: شِدّة العَدْوِ، قيل: هو أَشَدُّ عَدْو البَعِير.

  وفي حديث أَبي هريرة، ¥: وَبْرٌ تَدَأْدَأَ من قَدُومِ ضَأْنٍ أَي أَقْبَلَ علينا مُسْرِعاً، وهو من الدِّئداء أَشدِّ عَدْوِ البعير؛ وقد دَأْدَأَ وتَدَأْدَأَ ويجوز أَن يكون تَدَهْدَه، فقُلِبَت الهاءُ همزة، أَي تَدَحْرَجَ وسقط علينا؛ وفي حديث أُحُدٍ: فَتَدَأْدَأَ عن فرسه.

  ودَأْدَأَ الهِلالُ إذا أَسرَعَ السَّيرَ؛ قال: وذلك أَن يكون في آخر مَنزِل من منازِل القمر، فيكون في هُبُوطٍ فَيُدَأْدِئُ فيها دِئْداءً.

  ودَأْدأَتِ الدابةُ: عَدَتْ عَدْواً فوق العَنَقِ.

  أَبو عمرو: الدَّأْداءُ: النَّخُّ من السير، وهو السَّرِيع، والدَّأْدأَة: السُّرْعة والإِحضارُ.


(١) قوله [لو كان في التخلئ الخ] في التكملة بعد المشطور الثاني: إذا رأى الضيف توارى وانقمع.