لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء المهملة]

صفحة 442 - الجزء 2

  أَولهما.

  وذُرَحْرَحٌ فُعَلْعَلٌ، بضم الفاء وفتح العينين، فإِذا صغَّرتَ حذفت اللام الأُولى، وقلت ذُرَيْرِحٌ، لأَنه ليس في الكلام فَعْلَعٌ إِلَّا حَدْرَدٌ.

  الأَزهري عن أَبي عمرو: الذَراريح تنبسط على الأَرض، حُمْرٌ، واحدتها ذَرِيحةٌ.

  ذقح: الأَزهري خاصة قال في نوادر الأَعراب: فلان مُتَذَقِّحٌ للشر ومُتَفَقِّحٌ ومُتَنَقِّح ومُتَقَذِّذ ومُتَزَلِّم ومُتَشَذِّبٌ ومُتَحَذِّفٌ ومُتَلَقِّحٌ، بمعنى واحد.

  ذوح: الذَّوْحُ: السَّوْق الشديد والسير العنيف؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّةَ الهذلي يصف ضبعاً نبشت قبراً:

  فذاحَتْ بالوَتائرِ، ثم بَدَّتْ ... يدَيها، عندَ جانِبِه، تَهِيلُ

  قوله: فذاحت أَي مرت مرّاً سريعاً.

  والوتائر: جمع وَتِيرة، الطريقة من الأَرض.

  وبَدَّتْ: فَرَّقت.

  وذاحَ إِبله يَذُوحها ذَوْحاً: جمعها وساقها سوقاً عنيفاً، ولا يقال ذلك في الانس، إِنما يقال في المال إِذا حازه.

  وذاحَتْ هي: سارت سيراً عنيفاً.

  وذاحه ذَوْحاً وذوَّحَه: فرَّقه.

  وذَوَّح إِبله وغنمه: بدَّدها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

  أَلا ابْشِري بالبيعِ والتَّذْوِيحِ ... فأَنتِ مالُ الشَّوه والقُبُوحِ

  وكل ما فرَّقه، فقد ذَوَّحَه؛ وأَنشد الأَزهري:

  على حَقِّنا في كلِّ يومٍ تُذَوِّحُ

  ذيح: ابن الأَثير في حديث عَليٍّ: كان الأَشعثُ ذا ذَيْحٍ؛ الذَّيحُ: الكِبْرُ.

فصل الراء المهملة

  ربح: الرِّبْح والرَّبَحُ⁣(⁣١) والرَّباحُ: النَّماء في التَّجْر.

  ابن الأَعرابي: الرِّبْحُ والرَّبَحُ مثل البِدْلِ والبَدَلِ، وقال الجوهري: مثل شِبْه وشَبَه، هو اسم ما رَبِحَه.

  ورَبِحَ في تجارته يَرْبَحُ رِبْحاً ورَبَحاً ورَباحاً أَي اسْتَشَفَّ؛ والعرب تقول للرجل إِذا دخل في التجارة: بالرَّباح والسَّماح.

  الأَزهري: رَبِحَ فلانٌ ورابَحْته، وهذا بيعٌ مُرْبِحٌ إِذا كان يُرْبَحُ فيه؛ والعرب تقول: رَبِحَتْ تجارته إِذا رَبِحَ صاحبُها فيها.

  وتجارة رابحةٌ: يُرْبَحُ فيها.

  وقوله تعالى: فما رَبِحَت تجارَتُهم؛ قال أَبو إِسحق: معناه ما رَبِحُوا في تجارتهم، لأَن التجارة لا تَرْبَحُ، إِنما يُرْبَحُ فيها ويوضع فيها، والعرب تقول: قد خَسِرَ بيعُك ورَبِحَتْ تجارتُك؛ يريدون بذلك الاختصار وسَعَة الكلام؛ قال الأَزهري: جعل الفعل للتجارة، وهي لا تَرْبَحُ وإِنما يُربح فيها، وهو كقولهم: ليل نائم وساهر أَي يُنام فيه ويُسْهَر؛ قال جرير:

  ونِمْتُ وما ليلُ المَطِيِّ بنائِم

  وقوله: فما رَبِحَتْ تجارتُهم؛ أَي ما رَبِحوا في تجارتهم، وإِذا ربحوا فيها فقد رَبحَتْ، ومثله: فإِذا عَزَمَ الأَمْرُ، وإِنما يُعْزَمُ على الأَمْرِ ولا يَعْزِمُ الأَمْرُ، وقوله: والنهارَ مُبْصِراً أَي يُبْصَر فيه، ومَتْجَرٌ رابِحٌ ورَبيح للذي يُرْبَحُ فيه.

  وفي حديث أَبي طلحة: ذاك مال رابِحٌ أَي ذو رِبْح كقولك لابِنٌ وتامِرٌ، قال: ويروى بالياء.

  وأَرْبَحْته على سِلْعَتِه أَي أَعطيته رِبحاً، وقد أَرْبحَه


(١) قوله [الربح الخ] ربح ربحاً وربحاً كعلم علماً وتعب تعباً كما في المصباح وغيره.