لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 41 - الجزء 12

  إلَّا عَواسِرُ كالمِراطِ مُعِيدَةٌ ... باللَّيْلِ، مَوْرِدَ أَيِّمٍ مُتَغَضِّفِ⁣(⁣١)

  يعني أن هذا الكلام من مَوارِد الحيَّات وأَماكِنها؛ ومُعِيدة: تُعاوِد الوِرْد مرّة بعد مرة؛ قال ابن بري: وأَنشد أَبو زيد لسوار بن المضرب:

  كأَنَّما الخَطْو من مَلْقَى أَزِمَّتِها ... مَسْرَى الأُيُومِ، إذا لم يُعْفِها ظَلَفُ

  وفي الحديث: أنه أَتَى على أَرض جُزُرٍ مُجْدِبةٍ مثل الأَيْم؛ الأَيْمُ والأَيْنُ: الحيَّة اللَّطِيفة؛ شبَّه الأَرض في مَلاسَتِها بالحيَّة.

  وفي حديث القاسم بن محمد: أَنه أَمَرَ بِقَتْلِ الأَيْمِ.

  وقال ابن بري في بيت أبي كبير الهذلي: عَواسِرُ بالرفع، وهو فاعل يَشْرب في البيت قبله، وهو:

  ولقد وَرَدْتُ الماء، لم يَشْرَبْ به ... حَدَّ الرّبيعِ إلى شُهورِ الصَّيِّفِ

  قال: وكذلك مُعِيدة الصوابُ رَفْعُها على النَّعْت لِعَواسِر، وعَواسِرُ ذِئابٌ عَسَرت بأَذْنابِها أَي شالَتْها كالسِّهام المَمْروُطَةِ، ومُعِيدة: قد عاوَدت الوُرودَ إلى الماء، والمُتَغَضِّف: المُتَثَنِّي.

  ابن جني: عَيْنُ أَيِّمٍ ياءٌ، يدلُّ على ذلك قولهم أَيْم، فظاهر هذا أن يكون فَعْلاً والعينُ منه ياءٌ، وقد يمكن أن يكون مخففاً من أَيِّم فلا يكون فيه دليل، لأَن القَبِيلين معاً يَصيرانِ مع التخفيف إلى لفظ الياء، وذلك نحو لَيْنٍ وهَيْنٍ.

  والإِيَامُ: الدُّخَان؛ قال أَبو ذؤيب الهذلي:

  فَلمَّا جَلاها بالإِيَامِ تَحَيَّزَتْ ... ثُباتٍ، عليها ذُلُّها واكْتِئابُها

  وجمعُه أُيُمٌ.

  وآم الدُّخانُ يَئيم إيَاماً: دخَّن.

  وآم الرجُلُ إيَاماً إذا دَخَّن على النَّحْل ليخرج من الخَلِيَّة فيأْخُذ ما فيها من العَسَل.

  قال ابن بري: آمَ الرجُل من الواو، يقال: آمَ يَؤُومُ، قال: وإيامٌ الياء فيه منقلِبة عن الواو.

  وقال أَبو عمرو: الإِيَامُ عُودٌ يجعَل في رأْسه نارٌ ثم يُدَخَّنُ به على النَّحْل ليُشْتارَ العَسَلُ.

  والأُوامُ: الدُّخانُ، وقد تقدم.

  والآمةُ: العيب، وفي بعض النسخ: وآمةٌ عَيْب؛ قال:

  مَهْلاً، أَبَيْتَ اللَّعْنَ مَهْلاً ... إن فيما قلتَ آمَه

  وفي ذلك آمةٌ علينا أي نَقْص وغَضاضَةٌ؛ عن ابن الأَعربي.

  وبَنُو إيَامٍ: بَطْن من هَمْدان.

  وقوله في الحديث: يتَقارب الزَّمان ويَكْثُر الهَرْج، قيل: أَيْمَ هو يا رسول الله؟ قال: القَتْل، يريد ما هو؛ وأَصله أَيّ ما هو أَي أَيُّ شيءٍ هو فخفف الباء وحذف أَلف ما.

  ومنه الحديث: أَن رجلاً ساوَمَه النبيُّ، ، طعاماً فجعل شَيْبَة بن ربيعة يَشير إليه لا تَبِعْه، فجعل الرجل يقولُ أَيْمَ تَقول؟ يعني أَيّ شيء تقول؟

فصل الباء الموحدة

  بالام: النهاية في ذكر أُدْمِ أَهلِ الجنة قال: إدامُهم بالامُ والنونُ، قالوا: وما هذا؟ قال: ثَوْرٌ ونونٌ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في الحديث مفسَّراً، أمَّا النونُ فهو الحُوتُ وبه سمِّي يونس،


(١) قوله [الا عواسر الخ] تقدم هذا البيت في مادة عسر ومرط وعود وصيف وغضف وفيه روايات، وقوله: يعني أن هذا الكلام، لعله ان هذا المكان.