لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 514 - الجزء 1

  والميم، وإِنما سُمِّيا بذلك لابْيضاضِ الأَرض بما عليها من الثَّلْج والصَّقيعِ، وهما عند طلوعِ العَقْرَبِ والنَّسْرِ؛ وقول ساعدة:

  شابَ الغُرابُ، ولا فُؤَادُكَ تارِكٌ ... ذِكْرَ الغَضُوبِ، ولا عِتابُك يُعْتَبُ

  أَراد: طالَ عليك الأَمرُ حتى كان ما لا يكون أَبداً، وهو شَيْبُ الغُرابِ.

  وشَيبانُ: قَبِيلةٌ، وهم الشَّيَابِنة.

  وشَيْبانُ: حيٌّ من بَكْرٍ، وهما شَيْبانانِ: أَحدهما شَيْبانُ بنُ ثَعْلَبة بنِ عُكابةَ بنِ صَعْبِ بنِ علي بنِ بَكْرِ بن وائِلٍ، والآخَر شيبانُ بنُ ذُهْلِ ابنِ ثَعْلَبة بنِ عُكابة.

  وشَيْبةُ: اسمُ رَجُلٍ، مِفْتاحُ الكَعْبةِ في وَلَده، وهو شيبةُ بنُ عثمانَ بنِ طلحة بن عبدِ الدار بن قُصَيٍّ.

  والشِّيبُ، بالكسر، حكاية صَوْتِ مَشافِرِ الإِبِل عند الشُّرْبِ.

  قال ذو الرمة ووَصَفَ إِبِلاً تَشْرَبُ في حَوْضٍ متثَلِّمٍ، وأَصواتُ مَشافِرِها شِيبْ شِيبْ:

  تَدَاعَيْنَ، باسمِ الشِّيبِ، في مُتَثَلِّمٍ ... جَوانِبُه من بَصْرةٍ وسِلامِ

  وشِيبا السَّوْط: سَيْرانِ في رأْسِه، وشِيبُ السَّوْطِ: معروف؛ عربي صحيح.

  وشِيبٌ والشِّيبُ، وشابةُ: جَبَلان معروفان؛ قال أَبو ذؤيب:

  كأَنَّ ثِقالَ المُزْنِ، بَينَ تُضارعٍ ... وشابةَ، بَرْكٌ، مِن جُذَامَ، لَبِيجُ

  وفي الصحاح: شابةُ، في شِعْرِ أَبي ذُؤَيْبٍ: اسمُ جَبَلٍ بِنَجْدٍ، وقد يجوز أَن تكونَ أَلِفُ شابةَ مُنْقَلبةً عن واوٍ لأَنَّ في الكلام ش وب كما أَن فيه ش ي ب.

  التهذيب: شابةُ اسمُ جبلٍ بناحيةِ الحِجاز، واللَّه، سبحانه، أَعلم.

فصل الصاد المهملة

  صأب: صَئِبَ من الشَّراب صأَباً: رَوِيَ وامتَلأَ، وأَكثر من شرب الماء.

  وصَئِبَ من الماءِ إِذا أَكثر شربه، فهو رجل مِصْأَبٌ، على مِفْعَل.

  والصُّؤَابُ والصُّؤَابة، بالهمز: بيض البرغوث والقمل، وجمع الصؤَاب صِئبان؛ قال جرير:

  كثيرة صِئْبانِ النِّطاقِ كأَنها ... إِذا رَشَحَتْ منها المعابِنُ، كِيرُ

  وفي الصحاح: الصُّؤَابة، بالهمز، بيضَةُ القملة، والجمع الصُّؤَاب والصِّئبان؛ وقد غَلِطَ يعقوب في قوله: ولا تقل صئبان.

  وقد صَئِبَ رأْسُه، وأَصْأَبَ أَيضاً، إِذا كثر صِئْبانُه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

  يا ربِّ أَوجِدْني صُؤَاباً حَيَّا ... فما أَرَى الطَّيَّارَ يُغْني شَيَّا

  أَي أَوجدني كالصؤَاب من الذهب، وعنى بالحي الصحيح الذي ليس بِمُرْفَتٍّ ولا مُنْفَتٍّ، والطَّيَّارُ: ما طارت به الريح من دقيق الذهب.

  أَبو عبيد: الصِّئْبانُ ما يتحبب من الجليد كاللؤلؤ الصِّغار؛ وأَنشد:

  فأَضحَى، وصِئْبانُ الصَّقيع كأَنه ... جُمانٌ، بضاحي متْنِه، يَتَحدَّرُ