لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 686 - الجزء 11

  قال الأَصمعي: نالةُ الحرَم ساحتها وباحتُها.

  والنِّيل: نهر مصر، حماها الله وصانها، وفي الصحاح: فيض مصر.

  ونِيل: نهر بالكوفة، وحكى الأَزهري قال: رأَيت في سواد الكوفة قرية يقال لها النِّيل يَخْرِقُها خَلِيج كبير يَتَخَلَّج من الفُرَات الكبير، قال: وقد نزلت بهذه القرية؛ وقال لبيد:

  ما جاوَزَ النِّيلُ يوماً أَهل إِبْلِيلاً

  وجعل أُمية بن أَبي عائذ السَّحاب نِيلاً فقال:

  أَناخُ بأَعْجازٍ وجاشَتْ بِحارُه ... ومَدَّ له نِيلُ السماء المنزَّلُ

  ونُيَال: موضع؛ قال السُّلَيك بن السُّلَكة:

  أَلَمَّ خَيالٌ من أُميَّة بالرَّكْبِ ... وهُنَّ عِجالٌ من نُيَالٍ وعن نَقْبِ

  ونائِلةُ: امرأَة.

  ونائلةُ: صنم كانت لقريش، والله أَعلم.

فصل الهاء

  هبل: الهَبِلة: الثَّكِلة.

  والهُبْلة: القُبْلة.

  والهَبَل: الثُّكْل، هَبِلَته أُمُّه: ثكِلَتْه.

  الجوهري: الهَبَل، بالتحريك، مصدر قولك هَبِلَتْه أُمُّه.

  والإِهْبال: الإِثْكال.

  والهَبُول من النساء: الثَّكُول.

  قال أَبو الهيثم: فَعِل إِذا كان مُجَاوِزاً فمصدره فَعْل إِلَّا ثلاثة أَحرف: هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلاً، وعَمِلْت الشيء عَمَلاً، وزَكِنْت الخبرَ زَكَناً.

  والمُهَبَّل: الذي يقال له: هَبِلَتْك أُمُّك وامرأَة هابِل وهَبُول.

  وفي الدعاء: هَبِلْتَ ولا يقال هُبِلْت، عن ابن الأَعرابي، قال ثعلب: القياس هُبِلْت، بالضم، لأَنه إِنما يدعو عليه بأَن تَهْبَله أُمُّه أَي تَثْكَله.

  وفي حديث عمر، ¥، حين فَضَّل الوادِعِيُّ سُهْمان الْخَيْل على المَقارِيف فأَعْجَيه فقال: هَبِلَتِ الوادِعِيَّ أُمُّه لقد أَذْكَرَتْ به هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلاً، بالتحريك: ثَكِلَتْه، قال: هذا هو الأَصل ثم يستعمل في معنى المَدْح والإِعْجاب، يعني ما أَعْلَمه وما أَصْوَب رأْيه كقوله، #: وَيْلُمِّه مِسْعَر حَرْب وقول الشاعر:

  هَوَتْ أُمُّه ما يَبْعَثُ الصُّبْح غادياً ... وما ذا يُرى في الليل حين يَؤُوبُ

  وقوله أَذْكَرَتْ به أَي ولَدَت ذكراً من الرجال شَهْماً.

  وفي حديث آخر: لأُمِّك هَبَل أَي ثَكَل.

  وفي حديث الشعبي: فقيل لأُمِّك الهَبَل.

  وفي حديث أُمِّ حارثة بن سراقة: وَيْحَكِ أَوهَبِلْتِ؟ هو بفتح الهاء وكسر الباء، وقد استعاره ههنا لفَقْد المَيْز والعَقْل مما أَصابها من الثَّكَل بولدِها كأَنه قال: أَفَقدْت عَقْلك بفقد ابنك حتى جعلت الجِنان جنَّة واحدة؟ وفي حديث عليٍّ: هَبِلَتهم الهَبُول أَي ثَكِلَتهم الثَّكُول، وهي بفتح الهاء من النساء التي لا يبقى لها ولد.

  والمَهْبِل: الرَّحِمُ، وقيل: هو أَقصى الرَّحِم، وقيل: هو مَسْلَك الذكَر من الرحِم، وقيل: هو فَمُه، وقيل: هو طريق الولد، وهو ما بين الظَّبْية والرَّحِم، قال الكميت:

  إِذا طَرَّق الأَمْرُ بالمُعْضِلات ... يَتْناً، وضاق به المَهْبلُ

  وقيل: هو موضع الولَد من الرحِم، قال الهذلي:

  لا تَقِه المَوْتَ وقِيَّاتُه ... خُطَّ له ذلك في المَهبِلِ

  وقيل: هو موقِع الولد من الأَرض.

  وفي الحديث: