[فصل الزاي]
  قال القتيبي: سأَلت أَبا حاتم والأَصمعي عنه فلم يعرفاه، قال: وأَظنه بطَسْتٍ رَحْرَحَةٍ، بالحاء، وهي الواسعة، والعرب تقول إناء رَحْرَحٌ ورَحْراحٌ، فأَبدلوا الهاء من الحاء كما قالوا مَدَهْتُ في مَدَحْتُ، وما شاكله في حروف كثيرة؛ قال أَبو بكر بن الأَنباري: هذا بعيدٌ جِدّاً لأَن الهاء لا تبدل من الحاء إلا في المواضع التي استعملت العرب فيها ذلك، ولا يقاس عليها لأَن الذي يجيز القياس عليها يلزم أَن تبدل الحاء هاء في قولهم رَحَلَ الرَّحْلَ، وفي قوله ø: فمن زُحْزِح عن النار وأُدخل الجنةَ؛ وليس هذا من كلام العرب، وإنما هو دَرَهْرَهة فأَخطأَ الراوي فأَسقط الدال.
  يقال للكَوْكَبة الوَقَّادَة تَطْلُع من الأُفُقِ دارِئَةً بنورها: دَرَهْرَهة، كأَنه أَراد طَسّاً بَرَّاقةً مُضيئة.
  وفي التهذيب: طَسْتٌ رَحْرَحٌ ورَهْرَةٌ ورَحْراحٌ ورَهْراه إذا كان واسعاً قريب القعر.
  قال ابن الأَثير: وقيل يجوز أن يكون من قولهم جِسْمٌ رَهْرَهةٌ أَي أَبيض من النَّعْمة، يريد طَسْتاً بيضاء مُتَلأْلِئَةً، ويروى بَرَهْرَهة، وقد تقدم ذكرها.
  ورَهْرَه مائدَتَه إذا وَسّعها سخاء وكرماً.
  الأَزهري: الرَّهَّةُ الطَّسْتُ الكبيرة.
  والسراب يَتَرَهْرَه ويَتَرَيَّه إذا تتابع لَمَعانُه.
  ورَهْرَه بالضأْن: مقلوبٌ من هَرْهَرَ؛ حكاه يعقوب.
  روه: راه الشيءُ رَوْهاً: اضْطرب، والاسم الرُّواه، يمانية.
  ريه: الرَّيْه والتَّرَيُّه: جَرْيُ السراب على وجه الأَرض، وقيل: مجيئه وذهابه؛ قال الشاعر:
  إذا جَرى من آله المُرَيَّه
  وقول رؤبة:
  كأَنَّ رَقْراقَ السَّرابِ الأَمْرَه ... يَسْتَنُّ في رَيْعانِه المُرَيَّه(١)
  كأَنه رُيِّه أَو رَيَّهَتْه الهاجرةُ.
  وتَرَيَّه السرابُ: تَرَيَّعَ.
  والمُرَيَّه المُرَيَّعُ.
  وقال ابن الأَعرابي: يَتَمَيَّعُ ههنا وههنا لا يستقيم له وَجْه، والله أَعلم.
فصل الزاي
  زفه: الأَزهريُّ خاصةً: روى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال الزَّافِه السَّرابُ، والسافِه الأَحمق.
  زله: زَلِه زَلَهاً: زَمِعَ وطَمِعَ.
  الأَزهري: الزَّلَه ما يصل إلى النَّفْسِ من غمّ الحاجة أَو همّ من غيرها؛ وأَنشد:
  وقد زَلِهَتْ نفْسي من الجَهْدِ، والذي ... أُطالِبُه شَقْنٌ، ولكنه نَذْلُ
  الشَّقْنُ: القليل الوَتِحُ من كل شيء.
  ابن الأَعرابي: الزَّلْه التحير(٢).
  والزَّلْه نَوْرُ الريحان وحُسْنُه، والزَّلْه الصَّخْرة التي يقوم عليها الساقي.
  زمه: زَمِه يومُنا زَمَهاً: اشتدَّ حَرُّه كدَمِه.
فصل السين المهملة
  سبه: السَّبَه: ذهاب العقل من الهَرَم.
  ورجل مَسْبُوه ومُسَبَّه وسَباه: مُدَلَّه ذاهبُ العقل؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
  ومُنْتَخَبٍ كأَنَّ هالَة أُمّه ... سَباهِي الفُؤادِ ما يَعيش بمعْقُولِ
(١) قوله [كأن رقراق السراب الامره] روي: عليه رقراق، وروي: يعلون رقراق، وروي الامقه بدل الامره وهما بمعنى واحد.
(٢) قوله [الزله التحير الخ] الزله في هذه الثلاثة بفتح فسكون بخلاف ما قبلها فإنه بالتحريك كما نص عليه المجد والصاغاني.