[فصل الضاد المعجمة]
  وفي الحديث: ما من أُمَّتي أَحد إِلا وأَنا أَعرفه يوم القيامة، قالوا: وكيف تعرفهم مع كثرة الخلائق؟ قال: أَرَأَيْتَ لو دخلتِ صِيَرةً فيها خيل دُهْمٌ وفيها فَرَسٌ أَغَرُّ مُحَجَّل أَما كنتَ تعرفه منها؟ الصِّيرَة: حَظِيرة تُتخذ للدواب من الحجارة وأَغصان الشجر، وجمعها صِيَر.
  قال أَبو عبيد: صَيْرَة، بالفتح، قال: وهو غلط.
  والصِّيَار: صوت الصَّنْج؛ قال الشاعر:
  كَأَنَّ تَرَاطُنَ الهَاجَاتِ فِيها ... قُبَيْلَ الصُّبْحِ، رَنَّاتُ الصِّيَارِ
  يريد رنين الصِّنْج بأَوْتاره.
  وفي الحديث: أَنه قال لعلي، #: أَلا أُعلمك كلماتٍ إِذا قلتَهن وعليك مثل صِير غُفِر لك؟ قال ابن الأَثير: وهو اسم جبل، ويروى: صُور، بالواو، وفي رواية أَبي وائل: أَن عليّاً، ¥، قال: لو كان عليك مثل صِيرٍ دَيْناً لأَداه الله عنك.
فصل الضاد المعجمة
  ضبر: ضَبَرَ الفَرَسُ يَضْبُر ضَبْراً وضَبَراناً إِذا عَدَا، وفي المحكم: جَمَع قوائمه ووَثَبَ، وكذلك المقيَّد في عَدْوه.
  الأَصمعي: إِذا وثَب الفرسُ فوقع مجوعةً يداه فذلك الضَّبْر؛ قال العجاج يمدح عمر بن عبيد الله بن معمر القرشي:
  لَقَدْ سَمَا ابن مَعْمَرٍ حين اعْتَمَرْ ... مَغْزًى بَعيداً مِنْ بَعيد وضَبَرْ،
  تَقَضِّيَ البَازِي إِذا البَازِي كَسَرْ
  يقول: ارتفع قَدْرُه حين غَزَا موضعاً بعيداً من الشام وجمع لذلك جيشاً.
  وفي حديث سعد بن أَبي وقَّاصٍ: الضَّبْر ضَبر البَلْقاء والطعن طعن أَبي مِحْجَنٍ؛ البَلْقاء: فرس سعد، وكان أَبو مِحْجن قد حبسه سعدٌ في شرب الخمر وهم في قتال الفُرْس، فلما كان يوم القَادِسِيَّة رأَى أَبو محْجن الثقفي من الفُرْس قوّة، فقال لامرأَة سعد: أَطلقيني ولكِ الله عليَّ أَن أَرجع حتى أَضع رِجْلي في القيد؛ فحلته، فركب فَرَساً لسعد يقال لها البَلْقاء، فَجَعَل لا يَحْمِل على ناحية من نواحي العدوّ إِلا هزمهم، ثم رجع حتى وضع رِجْله في القيد ووَفى لها بذمَّته، فلما رجع سعد أَخبرته بما كان من أَمره فخلى سبيله.
  وفرس ضِبِرٌّ، مثال طِمِرٍّ، فِعِلٌّ منه، أَي وثَّاب، وكذلك الرجل.
  وضَبَّر الشيءَ: جمعه.
  والضَّبْر والتَّضْبِير: شدة تَلْزِيز العظام واكتناز اللحم؛ جَمَلٌ مَضْبُور ومُضَبَّر، وفرس مُضَبَّر الخلق أَي مُوَثَّقُ الخلق، وناقة مُضَبَّرة الخَلْق.
  ورجل ضِبِرٌّ: شديد.
  ورجل ذو ضَبَارَةٍ في خلقه: مجتمع الخلق، وقيل: وَثِيقُ الخلق؛ وبه سمي ضَبَارَةُ، وابن ضَبَارة كان رجلاً من رؤساء أَجناد بني أُمية.
  والمَضْبُور: المجتمع الخلق الأَملس؛ ويقال للمِنْجل: مَضْبُور.
  الليث: الضَّبْر شدة تَلْزِيز العظام واكتناز اللحم، وجمل مُضَبَّر الظهر؛ وأَنشد:
  مُضَبَّر اللَّحْيَيْن نَسْراً مِنْهَسا
  وأَسد ضُبَارِم وضُبَارِمَة منه فُعالم عند الخليل.
  والإِضْبَارَةُ: الحُزْمة من الصُّحُف، وهي الإِضْمَامَة.
  ابن السكيت: يقال جاء فلان بإِضْبَارَةٍ من كُتب وإِضْمامةٍ من كُتب، وهي الأَضَابِير والأَضَامِيم.
  الليث: إِضْبارَةٌ من صُحُف أَو سهام أَي حُزْمة، وضُبَارَةُ لغة، وغير الليث لا يجيز ضُبَارة من كُتُب، ويقول: أَضْبَارة وإِضْبارة.
  وضَبَّرت الكُتب وغيرها تضبِيراً: جمعتها.
  الجوهري: ضَبَرت