لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل التاء المثناة]

صفحة 32 - الجزء 6

  نَشْرَبُها صِرْفاً ومَمْزُوجَةً ... ثم نُغَنِّي في بُيوتِ الرُّخامْ

  من خَمْرِ بَيْسانَ تَخَيَّرْتُها ... تُرْياقَةً تُوشِكُ فَتْرَ العِظامْ

  قال ابن بري: الذي في شعره تُسْرعُ فتر العظام، قال: وهو الصحيح لأَن أَوشك بابه أَن يكون بعده أَن والفعل، كقول جرير:

  إِذا جَهِلَ الشَّقِيُّ ولم يُقَدِّرْ ... لبعضِ الأَمْرِ، أَوْشَكَ أَن يُصابا

  وقد تحذف أَن بعده كما تحذف بعد عسى، كقول أُمية:

  يُوشِكُ مَنْ فَرَّ من مَنِيَّتِه ... في بعضِ غِرَّاتِه، يُوافِقُها

  فهذا هو الأَكثر في أَوشك يوشك، وحكى الفارسي بِيْسَ لغة في بِئْسَ، واللَّه أَعلم.

فصل التاء المثناة

  تختنس: دَخْتَنُوسُ: اسم امرأَة، وقيل: دَخْدَنوس وتَخْتَنُوسُ.

  ترس: التُّرْس من السلاح: المُتَوَقَّى بها، معروف، وجمعه أَتْراسٌ وتِراسٌ وتِرَسَةٌ وتُروسٌ؛ قال:

  كأَنَّ شَمْسَاً نازَعَتْ شُموسا ... دُروعَنا، والبَيْضَ والتُّروسا

  قال يعقوب: ولا تقل أَتْرِسَة.

  وكل شيء تَتَرَّسْتَ به، فهو مِتْرَسَةٌ لك.

  ورجل تارِسٌ: ذو تُرْسٍ.

  ورجل تَرَّاسٌ: صاحب تُرْسٍ.

  والتَّتَرُّسُ: التَّسَتُّرُ بالتُّرْسِ، وكذلك التَتْريس.

  وتَتَرَّس بالتُّرْسِ: تَوَقَّى، وحكى سيبويه اتَّرَسَ.

  والمَتْروسَةُ: ما تُتُرِّسَ به.

  والتُّرْسُ: خشبة توضع خلف الباب يُضَبَّبُ بها السرير، وهي المَتَرْسُ بالفارسية.

  الجوهري: المَتْرَسُ خشبة توضع خلف الباب.

  التهذيب: المَتَّرَسُ الشِّجار الذي يوضع قِبَلَ البابِ دِعامَةً، وليس بعربي، معناه مَتَرْس أَي لا تَخَفْ.

  ترمس: التُّرْمُسُ: شجرة لها حَبٌّ مُضَلَّع مُحَزَّزٌ، وبه سمي الجُمانُ تَرامِسَ.

  وتَرْمَسَ الرجلُ إِذا تغيب عن حرب أَو شَغْبٍ.

  الليث: حَفَر فلانٌ تُرْمُسَةً تحت الأَرض.

  ترنس: التُّرْنُسَةُ الحُفْرَةُ تحت الأَرض.

  تعس: التَعْسُ: العَثْرُ: والتَّعْسُ: أَن لا يَنْتَعِشُ العاثِرُ من عَثْرَتِه وأَن يُنَكَّسَ في سِفال، وقيل: التَّعْسُ الانحطاط والعُثُورُ.

  قال أَبو إِسحق في قوله تعالى: فتَعْساً لهم وأَضَلَّ أَعمالهم؛ يجوز أَن يكون نصباً على معنى أَتْقَسَهُم اللَّه.

  قال: والتَّعْسُ في اللغة الانحطاط والعُثُور؛ قال الأَعشى:

  بِذاتِ لَوْثٍ عِفِرْناةٍ إِذا عَثَرَتْ ... فالتَّعْسُ أَدْنى لها من أَنْ أَقولَ: لَعا

  ويدعو الرجل على بعيره الجواد إِذا عَثُرَ فيقول: تَعْساً فإِذا كان غير جواد ولا نَجِيب فَعَثِر قال له: لَعاً ومنه قول الأَعشى:

  بذات لوث عفرناة...

  قال أَبو الهيثم: يقال تَعِسَ فلان يَتْعَسُ إِذا أَتْعَسه اللَّه، ومعناه انْكَبَّ فَعَثَرَ فسقط على يديه وفمه، ومعناه أَنه ينكر من مثلها في سمنها وقوَّتها العِثارُ فإِذا عَثِرَت قيل لها: تَعْساً، ولم يقل لها تَعِسَكِ اللَّه، ولكن يدعو عليها بأَن يَكُبَّها اللَّه لمَنْخَرَيْها.

  والتَّعْسُ أَيضاً: الهلاك؛ تَعِسَ تَعْساً وتَعَسَ