[فصل الياء المثناة تحتها]
  إذا برق مرتين مرتين، وهو الذي يَخْطَف خَطْفَتين في واحدة ولا يكاد يُخلف، وزعموا أَنه أَصدَقُ المُخِيلةِ؛ وإيّاه عنَى يعقوبُ بقوله الوِلاف والإِلاف قال: وهو مما يقال بالواو والهمزة، وبَرق وَلِيفٌ: كوِلاف. الأَصمعي: إِذا تتابَع لَمَعانُ البرق فهو وَلِيف وولافٌ وقد وَلَف يَلِفُ وَلِيفاً وهو مُخِيل للمطر إِذا فعل ذلك لا يكاد يُخْلِف. وقال بعضهم: الوَلِيفُ أَن يلمع مرتين مرتين قال صخر الغيّ:
  لما بعد شَتات النّوَى ... وقد بِتُّ أَخْيَلْتُ بَرْقاً وَلِيفا(١)
  وأَخْيَلْتُ البرق أَي رأَيته مُخِيلاً. وبرق ولِيف أَي مُتتابع. وتوالَف الشيء مُوالَفة وولافاً نادر: ائْتَلَفَ بعضه إِلى بعض وليس من لفظه.
  وهف: الوَهْفُ مثل الوَرْفِ: وهو اهتزاز النبت وشدّة خُضرته. وهَف النبتُ يَهِفُ وَهْفاً ووَهِيفاً:
  اخضرّ وأَورق واهتز مثل ورَف ورْفاً. يقال: يَهِفُ ويَرِفُ وَهِيفاً ووَرِيفاً وأَوْهف لك الشيء: أَشرفَ وسُنَّته الوِهَافة(٢). وفي الحديث: فلا يُزالَنّ واهِفٌ عن وِهافَتِه.
  وفي كتاب أَهل نَجْرانَ: لا يُمْنع واهف عن وَهْفِيَّتِه ويروى وَهافته ووِهافته. قال: الواهِفُ في الأَصل قيِّم البِيعةِ ويروى وافِهٌ عن وَفْهِيَّته وهو مذكور في موضعه. ويقال: ما يُوهِفُ له شيء إِلاَّ أَخذه أَي ما يرتفع له شيء إِلا أَخذه. وكذلك ما يُطِفُّ له شيء وما يُشْرِفُ إِيهافاً وإِشرافاً. وروي عن قتادة أَنه قال في كلام: كلما وهَف لهم شيء من الدنيا أَخذوه معناه كلما بدا لهم وعرَض. وقال الأَزهري في هذا المكان: يقال وهَف الشيء يَهِفُ وَهْفاً إِذا طارَ قال الراجز:
  سائلة الأَصْداغ يَهْفو طاقُها
  أَي يطير كساؤها ومنه قيل للزَّلة هَفْوة وأَورد ابن بري هذا البيت في ترجمة هَفا. المفضَّل: الواهف قيِّم البيعة ومنه قول عائشة في صفة أَبيها ®: قلَّده رسولُا وَهْف الأَمانةِ وفي رواية: وَهْف الدِّين أَي قلَّده القِيامَ بشَرَف الدِّين بعده كأَنما عنَتْ أَمرَ النبي إِيّاه أَن يصليَ بالناس في مرَضه وقيل: وَهْفُ الأَمانة ثِقَلُها. ووَهْفٌ وهَفْو: وهو المَيْل من حقّ إِلى ضَعْف قال: وكلا الأَمرين مدح لأَبي بكر: أَحدهما القيام بالأَمر والآخر رَدُّ الضعف إِلى قوّة الحق.
فصل الياء المثناة تحتها
  يرف: يَرْفأ: حيّ من العَرب. ويَرْفأ أَيضاً: غلام لعمر ¥ والله أَعلم.
  انتهى المجلد التاسع - حرف الفاء
(١) قوله «لما بعد» كذا بالنسخ على هذه الصورة، وأما الأصل المعول عليه ففيه أكل أرضة.
(٢) قوله: «وسنته الوهافة» كذا بالأصل، ولعل هذه الجملة مقدمة من تأخير وحق التركيب: الواهف، في الأصل، قيم البيعة وسنته الوهافة أي طريقته خدمة البيعة والقيام بأمرها.