لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين]

صفحة 470 - الجزء 2

  زوح: التهذيب: الزَّوْحُ تفريق الإِبل، ويقال: الزَّوْحُ جَمْعُها إِذا تفرّقت؛ والزَّوْحُ: الزَّوَلانُ.

  شمر.

  زاحَ وزاخَ، بالحاء والخاء، بمعنى واحد إِذا تَنَحَّى؛ ومنه قول لبيد:

  لو يقومُ الفِيلُ أَو فَيَّالُه ... زاحَ عن مثلِ مَقامي وزَحَلْ

  قال: ومنه زاحتْ علَّته، وأَزَحْتُها أَنا.

  وزاحَ الشيءَ زَوْحاً، وأَزاحَه: أَزاغه عن موضعه ونَحَّاه.

  وزاحَ هو يَزُوحُ، وزاحَ الرجلُ زَوْحاً: تباعد.

  والزَّواحُ: الذهابُ؛ عن ثعلب: وأَنشد:

  إِني زعيمٌ يا نُوَيْقَةُ ... إِنْ نَجَوْتِ من الزَّواحْ

  زيح: زاحَ الشيءُ يَزيحُ زَيْحاً وزُيُوحاً وزِيُوحاً وزَيَحاناً، وانْزاحَ: ذهب وتباعد؛ وأَزَحْتُه وأَزاحَه غيرُه.

  وفي التهذيب: الزَّيْحُ ذهابُ الشيء، تقول: قد أَزَحْتُ علته فزاحتْ، وهي تَزيحُ؛ وقال الأَعْشى:

  وأَرْمَلَةٍ تَسْعَى بشُعْثٍ، كأَنها ... وإِياهُم، رُبْدٌ أَحَثَّتْ رِئالَها

  هَنَأْنا، فلم تَمْنُنْ علينا، فأَصْبَحتْ ... رَخيَّةَ بالٍ، قد أَزَحْنا هُزالَها

  ابن بري: قوله: هنأْنا أَي أَطعمنا.

  والشعْثُ: أَولادُها.

  والرُّبْدُ: النعامُ.

  والرُّبْدَةُ: لونها.

  والرِّئالُ: جمع رَأْلٍ، وهو فَرْخُ النعام.

  وفي حديث كعب بن مالك: زاحَ عني الباطلُ أَي زال وذهب.

  وأَزاحَ الأَمرَ: قضاه.

فصل السين

  سبح: السَّبْحُ والسِّباحة: العَوْمُ.

  سَبَحَ بالنهر وفيه يَسْبَحُ سَبْحاً وسِباحةً، ورجل سابِحٌ وسَبُوح من قوم سُبَحاء، وسَبَّاحٌ من قوم سَبَّاحين؛ وأَما ابن الأَعرابي فجعل السُّبَحاء جَمْعَ سابح؛ وبه فسر قول الشاعر:

  وماءٍ يَغْرَقُ السُّبَحاءُ ... فيه، سَفِينتُه المُواشِكةُ الخَبُوبُ

  قال: السُّبَحاءُ جمع سابِحٍ.

  ويعني بالماء هنا السَّرابَ.

  والمُواشِكةُ: الجادَّةُ في سيرها.

  والخَبُوب، من الخَبَب في السير؛ جعل الناقة مثل السفينة حين جعل السَّرابَ كالماء.

  وأَسْبَح الرجلَ في الماء: عَوَّمَه؛ قال أُمية:

  والمُسْبِحُ الخُشْبَ، فوقَ الماءِ سَخَّرَها ... في اليَمِّ جَرْيَتُها، كأَنها عُوَمُ

  وسَبْحُ الفَرَسِ: جَرْيُه.

  وفرس سَبُوحٌ وسابِحٌ: يَسْبَحُ بيديه في سيره.

  والسَّوابِحُ: الخيل لأَنها تَسْبَح، وهي صفة غالبة.

  وفي حديث المقداد: أَنه كان يوم بدرٍ على فرس يقال له سَبْحَة؛ قال ابن الأَثير: هو من قولهم فرس سابِحٌ إِذا كان حسنَ مَدِّ اليدين في الجَرْي؛ وقوله أَنشده ثعلب:

  لقد كانَ فيها للأَمانةِ موضِعٌ ... وللعَيْنِ مُلْتَذٌّ، وللكَفِّ مَسْبَحُ

  فسره فقال: معناه إِذا لمسَتها الكف وجدت فيها جميع ما تريد.

  والنجوم تَسْبَحُ في الفَلَكِ سَبْحاً إِذا جرت في دَورَانها.

  والسَّبْحُ: الفَراغُ.

  وقوله تعالى: إِنَّ لك في النهار سَبْحاً طويلًا؛ إِنما يعني به فراغاً طويلاً وتَصَرُّفاً؛ وقال الليث: معناه فراغاً للنوم؛ وقال أَبو عبيدة: مُنْقَلَباً طويلًا؛ وقال المُؤَرِّجُ: هو الفَراغ والجَيئَة والذهاب؛ قال أَبو الدُّقَيْش: ويكون