لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 129 - الجزء 2

  تُنْشِدُ بيت لَبيد:

  أَحْكَمَ الجُنْثِيُّ، من عَوْراتِها ... كلَّ حِرْباءٍ، إِذا أُكْرِه صَلْ

  قال: الجُنْثِيُّ السيفُ بعينه.

  أَحْكَمَ أَي رَدَّ الحِرْباءَ، وهو المسمارُ.

  من عَوْراتها، السيفُ⁣(⁣١)؛ وأَنشد:

  وليستْ بأَسْواقٍ، يكونُ بِياعُها ... بِبِيضٍ، تُشافُ بالجِيادِ المَناقِلِ

  ولكنَّها سُوقٌ، يكونُ بِياعُها ... بجِنْثِيَّةٍ، قد أَخْلَصَتْها الصَّياقِلُ

  قال: من روى أَحْكَمَ الجِنْثِيُّ من عَوْراتها كلَّ حرباء، قال: الجنْثِيُّ الحدَّاد إِذا أَحْكَم عَوْرات الدُّروع لم يَدَعْ فيها فَتْقاً، ولا مكاناً ضَعيفاً.

  والجِنْثُ: أَصلُ الشجرة، وهو العِرْق المستقيمُ أَرومَتُه في الأَرض؛ ويقال: بل هو من ساقِ الشجرة ما كان في الأَرض فوقَ العُروق.

  الأَصمعي: جِنْثُ الإِنسان أَصله؛ وإِنه ليرجع إِلى جِنْثِ صِدْقٍ.

  ابن الأَعرابي: التَّجَنُّثُ أَن يَدَّعِيَ الرجلُ غير أَصله.

  جهث: جَهَثَ الرجلُ يَجْهَثُ جَهْثاً: استخفَّه الفزعُ أَو الغَضَبُ؛ عن أَبي مالك.

  جوث: الجَوَثُ: اسْتِرخاءُ أَسفلِ البَطْنِ.

  ورجل أَجْوَثُ.

  والجَوْثاءُ، بالجيم: العظيمة البَطْن عند السُّرَّة؛ ويقال: بل هو كَبَطْنِ الحُبْلى.

  الليث: الجَوَثُ عِظَمٌ في أَعلى البَطْن كأَنه بَطْنُ الحُبْلى؛ والنَّعْتُ: أَجْوَثُ وجَوْثاءُ.

  والجَوْثُ والجَوْثاءُ: القِبَةُ؛ قال:

  إِنَّا وَجَدْنا زادَهم رَدِيَّا: ... الكِرْشَ، والجَوْثاءَ، والمَرِيَّا

  وقيل: هي الحَوْثاء، بالحاءِ المهملة.

  وجُوثةُ: حَيٌّ أَو موضع، وتميم جُوثة منسوبون إِليهم.

  الجوهري: جُوَاثَى: اسم حِصْن بالبحرين.

  وفي الحديث: أَوَّلُ جُمْعَةٍ جُمِّعَتْ بعد المدينة بجُوَاثَى؛ هو اسم حصن بالبحرين.

  وفي حديث الثَّلِبِ: أَصابَ النبيَّ، ، جُوثَةٌ.

  هكذا جاء في روايته؛ قالوا: والصواب حُوبَةٌ، وهي الفاقَةُ.

فصل الحاء المهملة

  حتث: التَحْتِيثُ: التَّكَسُّرُ والضَّعْفُ؛ عن ابن الأَعرابي.

  حثث: الحَثُّ: الإِعْجالُ في اتِّصالٍ؛ وقيل: هو الاستعجالُ ما كان.

  حَثَّه يَحُثُّه حَثّاً.

  واسْتَحَثَّه واحْتَثَّه، والمُطاوع من كل ذلك احْتَثَّ.

  والحِثِّيثَى: الاسْمُ نَفْسُه؛ يقال: اقْبَلُوا دِلِّيلى رَبِّكُمْ وحِثِّيثاه إِياكم.

  ويقال: حَثَثْتُ فلاناً، فاحْتَثَّ.

  قال الجوهري: الحِثِّيثَى الحَثُّ، وكذلك الحُثْحُوثُ.

  وحَثْحَثَه كحَثَّه، وحَثَّثَه أَي حَضَّه؛ قال ابن جني: أَما قول من قال في قول تأَبط شرّاً:

  كأَنما حَثْحَثُوا حُصّاً قَوادِمُه ... أَو أُمَّ خِشْفٍ بذي شَثٍّ وطُبّاقِ

  إِنه أَراد حَثَّثُوا، فأَبدل من الثاء الوُسْطَى حاء، فمردودٌ عندنا؛ قال: وإِنما ذهب إِلى هذا البغداديون، قال: وسأَلت أَبا عليّ عن فسادِه، فقال: العلة أَن أَصل البدل في الحروف إِنما هو فيما تقارب منها، وذلك نحو الدال والطاء، والتاء والظاء، والذال والثاء، والهاء والهمزة، والميم والنون، وغير ذلك مما


(١) هكذا في الأَصل، والظاهر أَن في الكلام تحريفاً.