لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 778 - الجزء 1

  فقالت: أَما يَنْهاكَ عن تَبَع الصِّبا ... مَعالِيكَ، والشَّيْبُ الذي قد تَنَيَّبا؟

فصل الهاء

  هبب: ابن سيده: هَبَّتِ الريحُ تَهُبُّ هُبُوباً وهَبِيباً: ثارَتْ وهاجَتْ؛ وقال ابن دريد: هَبَّتْ هَبّاً، وليس بالعالي في اللغة، يعني أَن المعروف إِنما هو الهُبُوبُ والهَبيبُ؛ وأَهَبَّها اللَّه.

  الجوهري: الهَبُوبةُ الريح التي تُثِير الغَبَرة، وكذلك الهَبُوبُ والهَبيبُ.

  تقول: من أَين هَبَبْتَ يا فلان؟ كأَنك قلت: من أَين جِئْتَ؟ من أَينَ انْتَبَهْتَ لنا؟ وهَبَّ من نَومه يَهُبُّ هَبّاً وهُبُوباً: انْتَبه؛ أَنشد ثعلب:

  فحَيَّتْ، فحَيَّاها، فهَبَّ، فحَلَّقَتْ ... مَعَ النَّجْم، رُؤْيا في المَنام كَذُوبُ

  وأَهَبَّه: نَبَّهَه، وأَهْبَبْتُه أَنا.

  وفي حديث ابن عمر: فإِذا هَبَّتِ الرِّكابُ أَي قامَت الإِبلُ للسَّير؛ هو من هَبَّ النائمُ إِذا اسْتَيْقَظَ.

  وهَبَّ فلانٌ يَفْعَل كذا، كما تقول: طَفِقَ يَفْعَلُ كذا.

  وهَبَّ السيفُ يَهُبُّ هَبَّةً وهَبّاً: اهْتَزَّ، الأَخيرةُ عن أَبي زيد.

  وأَهَبَّه: هَزَّه؛ عن اللحياني.

  الأَزهري: السيفُ يَهُبُّ، إِذا هُزَّ، هَبَّةً؛ الجوهري: هَزَزْتُ السيفَ والرُّمْحَ، فهَبَّ هَبَّةً، وهَبَّتُه هِزَّتُه ومَضاؤُه في الضَّريبة.

  وهَبَّ السيفُ يَهُبُّ هَبّاً وهَبَّةً وهِبَّةً إِذا قطَعَ.

  وحكى اللحياني: اتَّقِ هَبَّةَ السيفِ، وهِبَّتَه.

  وسَيْفٌ ذو هَبَّةٍ أَي مَضاءٍ في الضريبة؛ قال:

  جَلا القَطْرُ عن أَطْلالِ سَلْمى، كأَنما ... جَلا القَيْنُ عن ذِي هَبَّةٍ، داثِرَ الغِمْدِ

  وإِنه لذو هَبَّةٍ إِذا كانت له وَقْعة شديدة.

  شمر: هَبَّ السيفُ، وأَهْبَبْتُ السيفَ إِذا هَزَزْته فاهْتَبَّه وهَبَّه أَي قَطَعَه.

  وهَبَّتِ الناقةُ في سَيرِها تَهِبُّ هِباباً: أَسْرَعَتْ.

  والهِبابُ: النَّشاطُ، ما كان.

  وحكى اللحياني: هَبَّ البعيرُ، مِثْلَه، أَي نَشِطَ؛ قال لبيد:

  فلها هِبابٌ في الزِّمامِ، كأَنها ... صَهْباءُ راحَ، مع الجَنُوبِ، جَهامُها

  وكلُّ سائرٍ يَهِبُّ، بالكسر، هَبّاً وهُبُوباً وهِباباً: نَشِطَ.

  يونس: يقال هَبَّ فلانٌ حِيناً، ثم قَدِمَ أَي غابَ دَهْراً، ثم قَدِمَ.

  وأَينَ هَبِبْتَ عَنَّا⁣(⁣١)؟ أَي أَينَ غِبْتَ عَنَّا؟ أَبو زيد: غَنِينا بذلك هِبَّةً من الدَّهْرِ أَي حِقْبةً.

  قال الأَزهري: وكأَن الذي رُوِيَ ليُونُسَ، أَصلُه من هِبَّة الدَّهْرِ.

  الجوهري: يقال عِشْنا بذلك هِبَّةً من الدَّهْرِ أَي حِقْبةً، كما يقال سَبَّةً.

  والهِبَّةُ أَيضاً: الساعةُ تَبْقَى من السَّحَر.

  وروى النَّضْرُ بن شُمَيْل، بإِسناده في حديث رواه عن رَغْبانَ، قال: لقد رأَيتُ أَصحابَ رسول اللَّه، ، يَهُبُّونَ إِليهما، كما يَهُبُّونَ إِلى المكتوبة؛ يعني الركعتين قبل المغرب أَي يَنْهَضُونَ إِليهما، والهِبابُ: النَّشاطُ.

  قال النَّضْرُ: قوله يَهُبُّون أَي يَسْعَونَ.

  وقال ابن الأَعرابي: هُبَّ إِذا نُبِّه⁣(⁣٢)، وهَبَّ إِذا انْهَزَمَ.

  والهِبَّةُ، بالكسر: هِياجُ الفَحْل.

  وهَبَّ التَّيْسُ يَهِبُّ هَبّاً وهِباباً وهَبِيباً، وهَبْهَبَ: هاجَ، ونَبَّ للسِّفاد؛ وقيل: الهَبْهَبَةُ صَوْتُه عند السِّفادِ.

  ابن سيده: وهَبَّ الفَحْلُ من الإِبلِ وغيرها يَهُبُّ هِباباً وهَبِيباً، واهْتَبَّ:


(١) قوله [وأين هببت عنا] ضبطه في التكملة، بكسر العين، وكذا المجد.

(٢) قوله [هب إذا نبه] أي، بالضم، وهب، بالفتح، إذا انهزم كما ضبط في التهذيب وصرح به في التكملة.