لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الهاء]

صفحة 246 - الجزء 6

فصل الهاء

  هجس: الهَجْسُ: ما وقع في خَلَدِك.

  تقول: هَجَس في قلبي هَمٌّ وأَمْرٌ؛ وأَنشد:

  وطَأْطَأَتِ النَّعامَةُ مِنْ بَعيدٍ ... وقد وقَّرْتُ هاجِسَها وهَجْسِي

  النعامة: فَرَسه.

  وفي حديث قَباثٍ: وما هو إِلا شيء هَجَسَ في نَفْسي.

  ابن سيده: هَجَس الأَمرُ في نَفْسي يَهْجِسُ هَجْساً وقع في خَلَدي.

  والهاجِس: الخاطر، صفة غالبة غلبة الأَسماء.

  وفي الحديث: وما يَهْجِسُ في الضمائر أَي وما يخطر بها ويدور فيها من الأَحاديث والأَفكار.

  وهَجَسَ في صدري شيء يَهْجِس أَي حَدس.

  وفي النوادر: هَجَسَني عن كذا فانْهَجَسْتُ أَي رَدَّني فارتَدَدْت.

  والهَجْس: النَّبْأَةُ تسمعها ولا تفهمها.

  ووقعوا في مَهْجُوسَةٍ من أَمرهم أَي اختلاط؛ عن ابن الأَعرابي، وقيل: المعروف في مَرْجُوسَةٍ.

  أَبو عبيدة: الهُجَيْسِيُّ ابنُ زادِ الرَّكْب وهو اسم فرس معروف⁣(⁣١).

  والهَجِيسَةُ: الغَريضُ من اللبَن في السِّقاء، قال: والخامِطُ والسامِطُ مثله وهو أَول تَغَيُّرِه؛ قال الأَزهري: والذي عرفته الهَجِيمةُ، قال: وأَظن الهَجِيسَةَ تصحيفاً.

  وفي حديث عمر: أَن السائب بن الأَقرع قال: حضرتُ طعامه فدعا بلَحْمٍ عَبِيطٍ وخُبْزٍ مُتَهَجِّسٍ؛ قال: المُتَهَجِّس الخبز الفَطِير الذي لم يختمر عجينه، أَصله من الهَجِيسَةِ، وهو الغَريضُ من اللحم، ثم استعمل في غيره، ورواه بعضهم مُتَهَجِّش، بالشين المعجمة، قال ابن الأَثير: وهو غلط.

  هجبس: التهذيب: الهَيْجَبُوسُ الرجل الأَهْوَجُ الجافي؛ وأَنشد:

  أَحَقُّ ما يُبَلَّغُني ابنُ تُرْنَى ... من الأَقْوامِ أَهْوَجُ هَيْجَبُوسُ؟

  هجرس: الهِجْرِسُ، بالكسر: ولد الثعلب، وعَمَّ بعضهم به نَوْعَ الثعالب: واستعاره الحطيئة للفرزدق فقال:

  أَبْلِغ بَني عَبْسٍ، فإِنَّ نِجارَهُمْ ... لُؤْمٌ، وإِنَّ أَباهُمُ كالهِجْرِسِ

  وروي عن المفضل أَنه قال: الهقالِس والهَجارِسُ الثعالب، وأَنشد:

  وتَرَى المَكَاكِيَ بالهَجِيرِ نحيبُها ... كُدْرٌ بَواكِرُ، والهَجارِس تَنْحَبُ

  وقيل: الهَجارِسُ جميع ما تَعَسَّسَ من السِّباع ما دون الثعلب وفوق اليَرْبوع؛ قال الشاعر:

  بعَيْنَيْ قَطامِيٍّ نَما فوْقَ مَرْقَبٍ ... غَدَّا شَبِماً يَنْقَضُّ بين الهَجارِسِ

  الليث: الهِجْرِسُ من أَولاد الثعالب، قال: وقد يوصف به اللئيم؛ وأَنشد:

  وهِجْرِس مَسْكَنُه الفَدافِدُ

  وقال: رَمَتْني الأَيام عن هَجارِسِها أَي شدائدها.

  وفي الحديث: أَن عُيَيْنَة بن حصن مدَّ رجليه بين يدي سيدنا رسول اللَّه، ، فقال له فلان: يا عَيْنَ الهِجْرِسِ، أَتَمُدُّ رجليك بين يدي رسول اللَّه، ؟ الهِجْرِس: ولد الثعلب.

  والهِجْرِس أَيضاً: القِرْد.

  أَبو مالك:


(١) قوله [وهو اسم فرس معروف] في شرح القاموس، وزاد الركب: فرس الأَزد الذي دفعه إليهم سليمان النبي، .