لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 160 - الجزء 14

  يقال له جِيَّة وجَيْأَةٌ وكُلٌّ من كلام العرب.

  وفي نوادر الأَعراب: قِيَّةٌ من ماءٍ⁣(⁣١).

  وجِيَّةٌ من ماء أَي ماءٌ ناقعٌ خبيث، إِمّا مِلْحٌ وإِمّا مخلوط ببول.

  والجِياءُ: وعاءُ القدر، وهي الجِئاوَةُ: وقول الأَعرابي في أَبي عمرو الشيباني:

  فَكانَ ما جادَ لِي، لا جادَ عن سَعَةٍ ... ثلاثَةٌ زائفاتٌ ضَرْبُ جَيَّاتِ⁣(⁣٢)

  يعني من ضَرب جَيٍّ، وهو اسم مدينة أَصبهان، معرَّب؛ وكان ذو الرمة وردها فقال:

  نَظَرْتُ ورَائِي نَظْرَة الشَّوْق، بَعْدَما ... بَدَا الجَوُّ مِن جِيٍّ لنا والدَّسَاكر

  وفي الحديث ذِكرُ جِيٍّ، بكسر الجيم وتشديد الياء، وادٍ بين مكة والمدينة.

  وجايانِي مُجاياةً: قابَلَني، وقال ابن الأَعرابي: جَاياني الرجلُ من قُرْبٍ قَابلني.

  ومرَّ بي مُجاياةً، غير مهموز، أَي مُقابلةً.

  وجِيَاوَةُ: حيّ من قَيْس قد دَرَجُوا ولا يُعْرَفُون، والله أَعلم.

فصل الحاء المهملة

  حبا: حَبَا الشيءُ: دَنا؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  وأَحْوَى، كأَيْمِ الضَّالِ أَطْرَقَ بعدَما ... حَبَا تَحْتَ فَيْنانٍ، من الظِّلِّ، وارفِ

  وحَبَوْتُ للخَمْسِين: دَنَوْتُ لها.

  قال ابن سيده: دنوتُ منها.

  قال ابن الأَعرابي: حباها وحَبَا لَها أَي دَنا لَها.

  ويقال: إِنه لَحابِي الشَّراسِيف أَي مُشْرِفُ الجَنْبَيْنِ.

  وحَبَتِ الشَّراسِيفُ حَبْواً: طالتْ وتَدانَتْ.

  وحَبَتِ الأَضْلاعُ إِلى الصُّلْب: اتَّصَلَتْ ودَنَتْ.

  وحَبَا المَسِيلُ: دنا بَعْضُه إلى بعض.

  الأَزهري: يقال حَبَتِ الأَضْلاعُ وهو اتِّصالُها؛ قال العجاج:

  حَابِي الحُيودِ فارِضُ الحُنْجُورِ

  يعني اتصالَ رؤوس الأَضلاع بعضها ببعض؛ وقال أَيضاً:

  حابِي حُيُودِ الزَّوْرِ دَوْسَرِيُّ

  ويقال للمَسايِل إِذا اتَّصلَ بعضُها إِلى بعض: حَبَا بعضُها إِلى بعض؛ وأَنشد:

  تَحْبُو إِلى أَصْلابه أَمْعاؤُه

  قال أَبو الدُّقَيْش: تَحْبُو ههنا تَتَّصل، قال: والمِعَى كُلُّ مِذْنَبٍ بقَرار الحَضيض؛ وأَنشد:

  كأَنَّ، بَيْنَ المِرْطِ والشُّفُوفِ ... رَمْلاً حَبا من عَقَدِ العَزِيفِ

  والعَزيف: من رمال بني سعد.

  وحَبَا الرملُ يَحْبُو حَبْواً أَي أَشَرَفَ مُعْتَرِضاً، فهو حابٍ.

  والحَبْوُ: اتِّساعُ الرَّمْل.

  ورجل حَابِي المَنْكِبَيْن: مُرْتَفعُهما إِلى العُنُق، وكذلك البعير.

  وقد احْتَبَى بثوبه احْتِباءً، والاحْتِباءُ بالثوب: الاشتمالُ، والاسم الحِبْوَةُ⁣(⁣٣).

  والحُبْوَةُ والحِبْيَةُ؛ وقول ساعدة بن جُؤَيَّة:

  أَرْيُ الجَوارِسِ في ذُؤابةِ مُشْرِفٍ ... فيه النُّسُورُ كما تَحَبَّى المَوْكِبُ

  يقول: استدارت النُّسورُ فيه كأَنهم رَكْبٌ


(١) قوله [قبة من ماء] هكذا في الأصل والتهذيب.

(٢) قوله [ثلاثة زائفات الخ] كذا أَنشده الجوهري، وقال الصاغاني وتبعه المجد: هو تصحيف قبيح وزاده قبحاً تفسيره إياه وإضافة الضرب إلى جيات مع أن القافية مرفوعة، وصواب إنشاده:

دراهم زائفات ضربجيات

قال: والضربجيّ الزائف.

(٣) قوله [والاسم الحبوة الخ] ضبطت الأولى في الأصل كالصحاح بكسر الحاء، وفي القاموس بفتحها كما هو مقتضى اطلاقه.