لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الذال المعجمة]

صفحة 219 - الجزء 12

  قال ابن جني: يكون أَفْعَلَ من دامَ يَدُومُ فلا يصرف كما لا يصرف أَخْزَمُ وأَحمر، وأصله على هذا أدْوَم، قال: وقد يكون من د م ي، وهو مذكور في موضعه، والله أعلم.

  ديم: الديمةُ: المطر الذي ليس فيه رَعْد ولا برق، أقله ثلث النهار أو ثلث الليل، وأَكثره ما بلغ من العِدَّة، والجمع دِيَمٌ؛ قال لبيد:

  باتَتْ وأَسْبَلَ والِفٌ من دَيمَةٍ ... تَرْوي الخَمائِلَ، دائماً تَسْجامُها

  ثم يُشَبَّه به غيره.

  وفي حديث عائشة، ^، وسئلت عن عمل سيدنا رسول الله، ، وعبادته فقالت: كان عملُه دِيمةً؛ الدِّيمةُ المطر الدائم في سكون، شَبَّهَتْ عمله في دوامه مع الاقتصاد بديمة المطر الدائم، قال: وأَصله الواو فانقلبت ياء للكسرة قبلها.

  وفي حديث حُذَيْفَةَ: وذكر الفتن فقال إنها لآتِيَتُكُم دِيَماً دِيَماً أي أنها تملأُ الأَرض في دَوامٍ، ودِيَمٌ جمع دِيَمةِ المطر، وقد دَيَّمَت السماءُ تَدْيِيماً؛ قال جَهْم بن سَبَلٍ يمدح رجلاً بالسَّخاء:

  أنا الجَواد ابن الجَواد ابن سَبَلْ ... إن دَيَّمُوا جادَ، وإن جادوا وَبَل⁣(⁣١)

  والدَّيامِيمُ: المفاوِزُ.

  ومفازة دَيْمومَةٌ أي دائمة البعد.

  وفي حديث جُهَيْشِ بن أَوْس: ودَيْمومَةٍ سَرْدَحٍ؛ هي الصحراء البعيدة، وهي فَعْلُولة من الدَّوامِ، أَي بعيدة الأَرْجاء يَدُومُ السير فيها، وياؤها منقلبة عن واو، وقيل: هي فَيْعُولة من دَمَمْتُ القدر إذا طليتها بالرماد أي أنها مشتبهة لا عَلَمَ بها لسالكها.

  وحكى أبو حنيفة عن الفراء: ما زالت السماء دَيْماً دَيْماً أي دائمة المطر، قال: وأَراها معاقبة لمكان الخفة، فإذا كان هذا لم يُعْتَدّ به في الياء، وقد روي: دامَتِ السماء تَديمُ مطرت دِيمةً، فإن صح هذا الفعل اعتد به في الياء.

  وأَرض مَديمةٌ ومُدَيَّمةٌ: أصابتها الدِّيمةُ، وقد ذكر في دوم؛ قال ابن مقبل:

  رَبيبةُ رَمْلٍ دافعَتْ في حُقوفِه ... رَخاخَ الثَّرى، والأُقحُوانَ المُدَيَّما

  وقال كراع: اسْتَدامَ الرجل إذا طأْطأَ رأْسه يَقْطُرُ منه الدم، مقلوب عن اسْتَدْمى.

فصل الذال المعجمة

  ذأم: ذَأَمَ الرجلَ يَذْأَمُه ذَأْماً: حقَّره وذَمَّه وعابه، وقيل: حقره وطرده، فهو مَذْؤُومٌ، كَذَأَبه؛ قال أوْسُ بن حَجَرٍ:

  فإن كُنْتَ لا تَدْعُو إلى غير نافِعٍ ... فذَرْني، وأَكْرِمْ من بَدَا لك واذْأَمِ

  وذَأَمَه ذَأْماً: طرده.

  وفي التنزيل العزيز: اخْرُجْ منها مَذْؤوماً مَدْحوراً؛ يكون معناه مذموماً ويكون مطروداً.

  وقال مجاهد: مَذْؤوماً منفيّاً، ومَدْحوراً مطروداً.

  وذأَمَه ذَأْماً: أَخزاه.

  والذَّأْمُ: العيب، يُهْمَزُ ولا يهمز.

  وفي حديث عائشة، ^: قالت لليَهُود عليكم السامُ


(١) قوله [أنا الجواد ابن الجواد الخ] قد تقدم في المادة قبل هذه هو الجواد. وكذلك الجوهري أورده في مادة سبل وقال: ان سبلاً فيه اسم فرس، وقد تقدم للمؤلف هناك عن ابن بري ان الشعر لجهم بن سبل وأن ابا زياد الكلابي ادركه يرعد رأسه وهو يقول: أنا الجواد الخ اه. فظهر من هذا ان سبلاً ليس اسم فرس بل اسم لوالد جهم القائل هذا الشعر يمدح به نفسه لا رجلاً آخر.