لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 288 - الجزء 1

  وإنما غَلَّطه في ذلك أَنه ظَنَّ أَن الثلاثة أَبو بكر وعمرُ وعثمانُ، رضوانُ اللَّه عليهم، فظَنَّ أَنه في عليّ، ¥، فقال التَّجُوبِيّ، بالواو، وإنما الثلاثة سيِّدُنا رسولُ اللَّه، ، وأَبو بكر وعمر ®، لأَن الوليد رَثَى بهذا الشِّعْر عثمانَ بن عفان، ¥، وقاتِلُه كَنانةُ بن بِشر التُجِيبيّ، وأما قاتل عليّ، ¥، فهو التَّجُوبِيُّ؛ ورأَيت في حاشيةٍ ما مِثالُه: أَنشد أَبو عبيد البَكْرِيّ، |، في كتابه فَصْلِ المقال في شرح كتاب الأَمثال هذا البيت الذي هو:

  أَلا إنَّ خير الناس بعد ثلاثة

  لِنائلةَ بنتِ الفُرافِصةِ بن الأَحْوَصِ الكَلْبِيَّةِ زَوْجِ عثمان، ¥، تَرثِيه، وبعده:

  وما لِيَ لا أَبْكِي، وتَبْكِي قَرابَتي ... وقد حُجِبَتْ عنا فُضُولُ أَبي عَمْرِو

  جيب: الجَيْبُ: جَيْبُ القَمِيصِ والدِّرْعِ، والجمع جُيُوبٌ.

  وفي التنزيل العزيز: ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنّ على جُيُوبِهِنَّ.

  وجِبْتُ القَمِيصَ: قَوَّرْتُ جَيْبَه.

  وجَيَّبْتُه: جَعَلْت له جَيْباً.

  وأَما قولهم: جُبْتُ جَيْبَ القميص، فليس جُبْتُ من هذا الباب، لأَنَّ عين جُبْتُ إنما هو من جابَ يَجُوبُ، والجَيْبُ عينه ياءٌ، لقولهم جُيُوبٌ، فهو على هذا من باب سَبِطٍ وسِبَطْرٍ، ودَمِثٍ ودِمَثْرٍ، وأَن هذه أَلفاظ اقْتَرَبَتْ أُصولُها، واتَّفَقَتْ معانِيها، وكلُّ واحد منها لفظه غير لفظ صاحبه.

  وجَيَّبْتُ القَمِيصَ تَجْييباً: عَمِلْتُ له جَيْباً.

  وفلانٌ ناصحُ الجَيْبِ: يُعْنَى بذلك قَلْبُه وصَدْرُه، أَي أَمِينٌ.

  قال:

  وخَشَّنْتِ صَدْراً جَيْبُه لكِ ناصحُ

  وجَيْبُ الأَرضِ: مَد خَلُها.

  قال ذو الرمة:

  طَواها إلى حَيْزومِها، وانْطَوَتْ لها ... جُيُوبُ الفَيافي: حَزْنُها ورِمالُها

  وفي الحديث في صفة نهر الجنة: حافَتاه الياقُوتُ المُجَيَّبُ.

  قال ابن الأَثير: الذي جاءَ في كتاب البخاري: اللُّؤْلُؤُ المُجَوَّفُ، وهو معروف؛ والذي جاءَ في سنن أَبي داود: المُجَيَّبُ أَو المُجَوَّفُ بالشك؛ والذي جاءَ في معالم السنن: المُجَيَّبُ أَو المُجَوَّبُ، بالباءِ فيهما على الشك، وقال: معناه الأَجْوَفُ؛ وأَصله من جُبْتُ الشيءَ إذا قَطَعْته.

  والشيء مَجُوبٌ أَو مَجِيبٌ، كما قالوا مَشِيبٌ ومَشُوبٌ، وانقلاب الواو إلى الياء كثير في كلامهم؛ وأَما مُجَيَّبٌ مشدَّد، فهو من قولهم: جَيَّبَ يُجَيِّبُ فهو مُجَيَّبٌ أَي مُقَوَّرٌ وكذلك بالواو.

  وتُجِيبُ: بطن من كِنْدةَ، وهو تُجِيبُ بن كِنْدةَ بن ثَوْرٍ.

فصل الحاء المهملة

  حأب: حافِرٌ حَوْأَبٌ: وَأْبٌ مُقَعَّبٌ؛ ووادِ حَوْأَبٌ: واسِعٌ.

  الأَزهري: الحَوْأَبُ: وادٍ في وَهْدةٍ من الأَرضِ واسِعٌ.

  ودَلْوٌ حَوْأَبٌ وحَوْأَبَةٌ، كذلك، وقيل: ضَخْمةٌ.

  قال:

  حَوْأَبةٌ تُنْقِضُ بالضُّلُّوعِ

  أَي تسمع للضُّلُوعِ نَقِيضاً من ثِقَلِها، وقيل: هي