لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الصاد المهملة]

صفحة 107 - الجزء 1

  يتعجب بشيَّ وهَيَّ وفيَّ، ومنهم من يزيد ما، فيقول: يا شيَّ ما، ويا هيّ ما، ويا فيَّ ما أَي ما أَحْسَنَ هذا.

  وأَشاءَه لغة في أَجاءه أَي أَلْجَأَه.

  وتميم تقول: شَرٌّ ما يَشِيئُكَ إلى مُخَّةِ عُرْقُوبٍ أَي يُجِيئُك.

  قال زهير ابن ذؤيب العدوي:

  فَيَالَ تَمِيمٍ صابِرُوا، قد أُشِئْتُمُ ... إليه، وكُونُوا كالمُحَرِّبة البُسْل

فصل الصاد المهملة

  صأصأ: صَأْصَأَ الجَرْوُ: حَرَّك عينيه قبل التَّفْقِيحِ.

  وقيل صَأْصَأَ: كاد يَفْتَحُ عينيه ولم يفتحهما وفي الصحاح: إذا التَمَسَ النَّظَرَ قبل أَن يَفْتحَ عَيْنَيْه، وذلك أَن يريد فتحهما قَبْل أَوانه.

  وكان عُبيّد اللَّه بن جَحْشٍ أَسْلمَ وهاجَر إلى الحَبَشةِ ثم ارْتَدَّ وتَنَصَّرَ بالحَبَشةِ فكان يمر بالمُهاجِرينَ فيقول: فَقَّحْنا وصَأْصَأْتُم أَي أَبْصَرْنا أَمْرَنا ولم تُبْصِرُوا أَمْرَكُم.

  وقيلَ: أَبْصَرْنا وأَنتم تلتمسون البصر.

  قال أَبو عبيد: يقال صَأْصَأَ الجَرْوُ إِذا لم يَفْتحْ عَيْنَيْه أَوانَ فَتْحِه، وفَقَّحَ إِذا فَتَحَ عَيْنَيْه، فأَراد: أَنَّا أَبْصَرْنا أَمْرَنا ولم تُبصِروه.

  وقال أَبو عمرو: الصَّأْصَأُ: تأْخير الجر وفَتْحَ عَيْنيه.

  والصَّأْصَأُ: الفَزَعُ الشديد: وصَأْصَأَ مِن الرجل وتَصَأْصَأَ مثل تَزَأْزَأَ: فَرِقَ منه واسْتَرْخَى.

  حكى ابن الأَعرابي عن العُقَيْليِّ: ما كان ذلك إلَّا صَأْصَأَةً مني أَي خَوْفاً وذُلًّا.

  وصَأْصَأَ به: صَوَّتَ.

  والصَّأْصاءُ: الشِّيصُ⁣(⁣١).

  والصِّئْصِئُ والصِّيصِئُ كلاهما: الأَصل، عن يعقوب، قال: والهمز أَعرف.

  والصِّئصاء: ما تَحَشَّفَ من التمر فلم يَعْقِدْ له نَوًى، وما كان من الحَبِّ لا لُبَّ له كحبِّ البطِّيخِ والحَنْظَلِ وغيره، والواحد صِيصاءَةٌ.

  وصَأْصَأَتِ النخلةُ صِئْصاءً إذا لم تَقْبَلِ اللَّقاح ولم يكن لبُسْرها نَوًى.

  وقيل: صَأْصَأَت إذا صارت شِيصاً.

  وقال الأُموي: في لغة بَلْحارث بن كعب الصِّيصُ هو الشِّيصُ عند الناس، وأَنشد:

  بأَعْقارِها القِرْدانُ هَزْلَى، كأَنها ... نوادِرُ صِيصاءِ الهَبِيدِ المُحَطَّمِ

  قال أَبو عبيد: الصِّيصاء: قِشْر حبِّ الحَنْظَلِ.

  أَبو عمرو: الصِّيصةُ من الرِّعاء: الحَسَنُ القِيامِ على ماله.

  ابن السكيت: هو في صِئْصِئِ صِدْقٍ وضِئْضِئ صِدْقٍ، قاله شمر واللحياني.

  وقد روي في حديث الخَوارِجِ: يَخرج من صِئْصِئِ هذا قومٌ يَمْرُقُون من الدين كما يَمْرُق السَّهم من الرَّميَّة؛ روي بالصاد المهملة، وسنذكره في فصل الضاد المعجمة أَيضاً.

  صبأ: الصابِئون: قوم يَزعُمون أَنهم على دين نوح، #، بكذبهم.

  وفي الصحاح: جنسٌ من أَهل الكتاب وقِبْلَتُهم من مَهَبِّ الشَّمال عند مُنْتَصَف النهار.

  التهذيب، الليث: الصابِئون قوم يُشْبِه دِينُهم دينَ النَّصارى إلَّا أَنَّ قِبْلَتَهم نحو مَهَبِّ الجَنُوبِ، يَزعُمون أَنهم على دِين نوحٍ، وهم كاذبون.

  وكان يقال للرجلِ إذا أَسْلمَ في زمن النبي، : قد صَبَأَ، عَنَوْا أَنه خرج من دين إلى دين.


(١) قوله [والصأصاء الشيص] هو في التهذيب بهذا الضبط ويؤيده ما في شرح القاموس من أنه كدحداح.