لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 529 - الجزء 4

  ظُهْراً.

  وظاهرةُ الغِبِّ: هي للغنم لا تكاد تكون للإِبل، وظاهرة الغِبِّ أَقْصَرُ من الغِبِّ قليلاً.

  وظُهَيْرٌ: اسم.

  والمُظْهِرُ، بكسر الهاء: اسمُ رجل.

  ابن سيده: ومُظْهِرُ بنُ رَباح أَحدُ فُرْسان العرب وشُعرائهم.

  والظَّهْرانُ ومَرُّ الظَّهْرانِ: موضع من منازل مكة؛ قال كثير:

  ولقد حَلَفْتُ لها يَمِيناً صادقاً ... بالله، عند مَحارِم الرحمنِ

  بالراقِصات على الكلال عشيّة ... تَغْشَى مَنابِتَ عَرْمَضِ الظَّهْرانِ

  العَرْمَضُ ههنا: صغارُ الأَراك؛ حكاه ابن سيده عن أَبي حنيفة: وروى ابن سيرين: أَن أَبا موسى كَسَا في كفّارة اليمين ثوبَينِ ظَهْرانِيّاً ومُعَقَّداً؛ قال النضر: الظَّهْرانيّ ثوبٌ يُجاءُ به مِن مَرِّ الظَّهْرانِ، وقيل: هو منسوب إِلى ظَهْران قرية من قُرَى البحرين.

  والمُعَقَّدُ: بُرْدٌ من بُرود هَجَر، وقد تكرر ذكر مَرّ الظَّهْران، وهو واد بين مكة وعُسْفان، واسم القرية المضافة إِليه مَرٌّ، بفتح الميم وتشديد الراء؛ وفي حديث النابغة الجعدي أَنه أَنشده، :

  بَلَغْنا السماءَ مَجْدُنا وسَناؤنا ... وإِنّا لَنَرْجُو فوق ذلك مَظْهَرا

  فغَضِبَ وقال: إِلى أَين المَظْهرُ يا أَبا لَيْلى؟ قال: إِلى الجنة يا رسول الله، قال: أَجَلْ إِن شاء الله.

  المَظْهَرُ: المَصْعَدُ.

  والظواهر: موضع؛ قال كثير عزة:

  عفَا رابِغٌ من أَهلِه فالظَّواهرُ ... فأَكْنافُ تُبْنى قد عَفَت، فالأَصافِرُ

  ظور: التهذيب في أَثناء ترجمة قضب: ويقال للبقرة إِذا أَرادت الفحلَ فهي ظُؤْرَى، قال: ولم يسمع الظُّورَى فُعْلَى، ويقال لها إِذا ضربها الفحل: قد عَلِقَت، فإِذا استوى لَقاحُها قيل: مُخضت، فإِذا كان قبل نتاجها بيوم أَو يومين، فهي حائشٌ، لأَنها تَنْحاشُ من البقر فَتَعْتَزِلُهُنّ.

فصل العين المهملة

  عبر: عَبَرَ الرُؤيا يَعْبُرُها عَبْر وعِبارةً وعبَّرها: فسَّرها وأَخبر بما يؤول إِليه أَمرُها.

  وفي التنزيل العزيز: إِن كنتم للرؤُيا تَعْبُرون؛ أَي إِن كنتم تعْبُرون الرؤيا فعدّاها باللام، كما قال: قُلْ عسى أَن يكون رَدِفَ لكم؛ أَي رَدِفَكم؛ قال الزجاج: هذه اللام أُدْخِلت على المفعول للتَّبْيين، والمعنى إِن كنتم تَعْبُرون وعابرين، ثم بَيَّنَ باللام فقال: للرؤيا، قال: وتسمى هذه اللام لامَ التعقيب لأَنها عَقَّبَت الإِضافةَ، قال الجوهري: أَوصَل الفعل باللام، كما يقال إِن كنت للمال جامعاً.

  واسْتعْبَرَه إِياها: سأَله تَعْبِيرَها.

  والعابر: الذي ينظر في الكتاب فيَعْبُره أَي يَعْتَبِرُ بعضه ببعض حتى يقع فهمُه عليه، ولذلك قيل: عبَر الرؤْيا واعتَبَر فلان كذا، وقيل: أُخذ هذا كله من العِبْرِ، وهو جانبُ النهر، وعِبْرُ الوادي وعَبْرُه؛ الأَخيرة عن كراع: شاطئه وناحيته؛ قال النابغة الذبياني يمدح النعمان:

  وما الفُراتُ إِذا جاشَت غَوارِبه ... ترْمي أَواذِيُّه العِبْرَينِ بالزَّبَدِ

  قال ابن بري: وخبر ما النافية في بيت بعده، وهو:

  يوماً، بأَطيبَ منه سَيْبَ نافلةٍ ... ولا يَحُول عطاءُ اليوم دُون غد

  والسَّيْب: العطاءُ.

  والنافلة: الزيادة، كما قال سبحانه وتعالى: ووهبنا له إِسحق ويعقوب نافلةً.

  وقوله: