لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 53 - الجزء 1

  وجَيَّأْتُ القِرْبةَ: خِطْتُها. قال الشاعر:

  تَخَرَّقَ ثَفْرُها، أَيَّام خُلَّتْ ... على عَجَلٍ، فجِيبَ بها أَدِيمُ

  فجَيَّأَها النِّساءُ، فَخانَ مِنْها ... كَبَعْثاةٌ ورادِعةٌ رَدُوم

  ابن السكيت: امْرأَةٌ مُجَيَّأَةٌ: إذا أُفْضِيَتْ، فإذا جُومِعَتْ أَحْدَثَتْ.

  ورجل مُجَيَّأ: إذا جامَعَ سَلَحَ.

  وقال الفرّاء في قول اللَّه: فأجَاءها المَخاضُ إلى جِذْعِ النَّخْلةِ؛ هو من جِئْتُ، كما تقول: فجاء بها المَخاضُ، فلما أُلقِيَتِ الباءُ جُعل في الفِعْل أَلِفٌ، كما تقول: آتَيْتُكَ زَيْداً، تريد: أَتَيْتُك بزيد.

  والجايئةُ: مِدَّةُ الجُرْح والخُرَاجِ وما اجْتَمَعَ فيه من المِدَّة والقَيْحِ؛ يقال: جاءتْ جايِئةُ الجِراحِ.

  والجِئَةُ والجِيئَةُ: حُفْرةٌ في الهَبْطةِ يجتمع فيها الماء، والأَعرف: الجِيَّةُ، من الجَوَى الذي هو فسادُ الجَوْف لأَنَّ الماءَ يَأْجِنُ هناك فيَتَغَيَّر، والجمع جَيْءٌ.

  وفي التهذيب: الجَيْأَةُ: مُجْتَمَعُ ماء في هَبْطةٍ حوالي الحُصُونِ؛ وقيل: الجَيْأَةُ: الموضع الذي يَجْتَمِع فيه الماء؛ وقال أَبو زيد: الجَيْأَةُ: الحُفْرة العظيمة يَجْتَمِع فيها ماء المطر وتُشْرِعُ الناسُ فيه حَشُوشَهم؛ قال الكميت:

  ضفادِعُ جَيْأَةٍ حَسِبَتْ أَضاةً ... مُنَضِّبةً، سَتَمْنَعُها، وطِينا

  وجَيْئةَ البطن: أَسْفل من السُّرَّةِ إلى العانة.

  والجَيْئةُ: قِطعة يُرْقَعُ بها النَّعل، وقيل: هي سَيْرٌ يُخاط به.

  وقد أَجاءها.

  والجِيءُ والجَيءُ: الدُّعاء إلى الطعام والشراب، وهو أَيضاً دعاء الإِبل إلى الماء؛ قال معاذ الهرّاء:

  وما كانَ على الجِيء ... ولا الهِيءِ امْتِداحِيكا

  وقولهم: لو كان ذلك في الهِيء والجِيء ما نَفَعَه؛ قال أَبو عمرو: الهِيءُ: الطعام، والجِيءُ: الشَّرابُ.

  وقال الأُموي: هُما اسْمانِ من قولهم: جَأْجَأْتُ بالإِبل إذا دَعَوْتها للشُّرْب، وهَأْهَأْتُ بها: إذا دَعَوْتها للعَلف.

فصل الحاء المهملة

  حأحأ: حَأْحَأْ بالتَّيْسِ: دعَاه.

  وحِئْحِئْ: دُعاء الحِمار إلى الماء، عن ابن الأَعرابي.

  والحَأْحَأَةُ، وَزْنُ الجَعْجعةِ، بالكبش: أَن تَقول له: حَأْحَأْ، زَجْراً.

  حبأ: الحَبَأُ على مثال نَبَإِ، مهموز مقصور: جليس المَلِك وخاصَّته، والجمع أَحْباء، مثل سَبَبٍ وأَسْبابٍ؛ وحكي: هُو منْ حَبَإِ المَلِكِ، أَي من خاصَّته.

  الأَزهري، الليث: الحَبَأَةُ: لوْحُ الإِسْكافِ المُسْتَديرُ، وجمعها حَبَوات؛ قال الأَزهري هذا تصحيف فاحش، والصواب الجَبْأَةُ بالجيم، ومنه قول الجعدي: كَجَبْأَةِ الخَزَمِ.

  الفرَّاء: الحَابيانِ⁣(⁣١): الذئب والجَراد، وحَبا الفارس: إذا خَفَقَ، وأَنشد:

  نَحْبُو إلى المَوْتِ كما يَحْبُو الجَمَلْ

  حتأ: حَتَأْتُ الكِساءَ حَتْأً: إذا فَتَلْتَ هُدْبَه وكَفَفْتَه مُلْزَقاً به، يهمز ولا يهمز.

  وحَتَأَ الثوبَ


(١) قوله [الحابيان] كذا في النسخ، ونسخة التهذيب بالياء، وحبا الفارس بالألف والمضارع في الشاهد بالواو وهو كما لا يخفى من غير هذا الباب.