لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الخاء المعجمة]

صفحة 62 - الجزء 6

فصل الخاء المعجمة

  خبس: خَبَسَ الشيءَ يَخْبُسُه خَبْساً وتَخَبَّسَه واخْتَبَسَه: أَخذه وغَنِمَه.

  والخُباسَةُ: الغنيمة؛ قال عمرو بن جُوَيْنٍ أَو امرؤ القيس:

  فلم أَرَ مثلَها خُباسَةَ واجدٍ ... ونَهْنَهْتُ نَفْسي بعدما كِدتُ أَفْعَلَه

  نصب على إِرادة أَن، لأَن الشعراء يستعملون أَن ههنا مضطرين كثيراً.

  والخُباساء: كالخُباسَة، والخُباسَة، بالضم، المَغْنَمُ.

  الأَصمعي: الخُباسَةُ ما تَخَبَّسْتَ من شيء أَي أَخذته وغنمته، ومنه يقال: رجل خَبَّاسٌ أَي غَنَّام.

  والاخْتِباسُ: أَخذ الشيءِ مُغالَبَةً.

  وأَسَدٌ خَبُوس وخَبَّاسٌ وخابِسٌ وخُنابِسٌ: يَخْتَبِسُ الفَريسَة.

  وخَبَسه: أَخذه، وأَسَدٌ خُوابِسٌ؛ وأَنشد أَبو مَهْدِي لأَبي زُبَيْدٍ الطائي واسمه حَرْمَلة ابن المنذر:

  فما أَنا بالضَّعِيفِ فَتَزْدَرُوني ... ولا حَقِّي اللَّفاءُ ولا الخَسِيسُ

  ولكني ضُبارِمَةٌ جَمُوحٌ ... على الأَقْران، مُجْتَرئٌ خَبُوسُ

  اللَّفاءُ: الشيء اليسير الحقير.

  يقال: رضيت من الوفاء باللَّفاء.

  ويقال: اللَّفاءُ ما دون الحَقِّ.

  والضُّبارِمَة: المُوَثَّقُ الخَلْقِ من الأُسْدِ وغيرها.

  وجَمُوحٌ: ماض راكبٌ رأْسَه.

  والخَبْسُ والاخْتباسُ: الظلم؛ خَبَسه مالَه واخْتَبَسَه إِياه.

  والخُباسَة: الظُّلامَةُ.

  خرس: الخَرَسُ: ذهاب الكلام عِيّاً أَو خِلْقَةً، خَرِسَ خَرَساً وهو أَخْرَسُ.

  والخَرَسُ، بالتحريك: المصدر، وأَخْرَسَه اللَّه.

  وجمل أَخْرَسُ: لا ثَقب لشِقْشِقَتِه يَخْرُج منه هَدِيرُه فهو يُردِّدُه فيها، وهو يُستحب إِرسالُه في الشَّوْلِ لأَنه أَكثر ما يكون مِئْناثاً.

  وعَلَم أَخْرَسُ: لا يسمع في الجبل له صَدًى، يعني العَلَم الذي يهتدى به؛ قال الأَزهري وسمعت العرب تنشد:

  وأَيْرَمٌ أَخْرَسُ فوق عَنْزِ

  والأَيْرَمُ: العَلَم فوق القارَةُ يُهْتَدى به.

  والأَحْرَس: القديم⁣(⁣١) العادي مأْخوذ من الحَرْس، وهو الدهْرُ.

  والعنز: القارة السوداء؛ قال وأَنشدنيه أَعرابي آخر:

  وأَرَمٌ أَعْيَسُ فَوق عَنْزِ

  قال: والأَعْيَسُ الأَبيض.

  والعَنْزُ: الأَسْوَدُ من القُور، قارة عَنْزٌ: سوداء.

  وناقة خَرْساء: لا يسمع لها رُغاء.

  وكتيبة خَرْساء إِذا صَمَتَتْ من كثرة الدُّرُوعِ أَي لم يكن لها قَعاقِعُ، وقيل: هي التي لا تسمع لها صوتاً من وَقارِهِمْ في الحرب.

  قال الأَزهري: وسمعت العرب تقول للبن الخاثر: هذه لَبَنَة خَرْساء لا يسمع لها صوت إِذا أُريقت.

  المحكم: وشربة خَرْساء وهي الشربة الغليظة من اللبن.

  ولبن أَخْرَسُ أَي خاثر لا يسمع له في الإِناء صوت لغلظه.

  وقال أَبو حنيفة: عين خَرْساء وسحابة⁣(⁣٢) خَرْساء لا رعد فيها ولا برق ولا يسمع لها صوت رعد.

  قال: وأَكثر ما يكون ذلك في الشتاء لأَن شدة البرد تُخْرِسُ البَرَدَ وتُطفئ البَرْقَ.

  الفراء: يقال


(١) قوله [والأَحرس القديم الخ] كذا بالأَصل ولعل هنا سقطاً وكأَنه قال ويروى الأَحرس بالحاء المهملة وهو الخ وقد تقدم الاستشهاد بالبيت على ذلك في ح ر س وليس الخرس بالمعجمة من معاني الدهر أَصلاً.

(٢) قوله [عين خرساء وسحابة الخ] كذا بالأَصل. ولو قال كما قال شارح القاموس: وعين خرساء لا يسمع لجريها صوت، وسحابة الخ لكان أحسن.