لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الدال المهملة]

صفحة 268 - الجزء 4

فصل الدال المهملة

  دبر: الدُّبُرُ والدُّبْرُ: نقيض القُبُل.

  ودُبُرُ كل شيء: عَقِبُه ومُؤخَّرُه؛ وجمعهما أَدْبارٌ.

  ودُبُرُ كلِّ شيء: خلاف قُبُلِه في كل شيء ما خلا قولهم⁣(⁣١).

  جعل فلان قولك دبر أُذنه أَي خلف أُذنه.

  الجوهري: الدُّبْرُ والدُّبُرُ خلاف القُبُل، ودُبُرُ الشهر: آخره، على المثل؛ يقال: جئتك دُبُرَ الشهر وفي دُبُرِه وعلى دُبُرِه، والجمع من كل ذلك أَدبار؛ يقال: جئتك أَدْبار الشهر وفي أَدْباره.

  والأَدْبار لذوات الحوافر والظِّلْفِ والمِخْلَبِ: ما يَجْمَعُ الاسْتَ والحَياءَ، وخص بعضهم به ذوات الخُفِّ، والحياءُ من كل ذلك وحده دُبُرٌ.

  ودُبُرُ البيت: مؤخره وزاويته.

  وإِدبارُ النجوم: تواليها، وأَدبارُها: أَخذها إِلى الغَرْبِ للغُرُوب آخر الليل؛ هذه حكاية أَهل اللغة؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا لأَن الأَدْبارَ لا يكون الأَخْذَ إِذ الأَخذ مصدر، والأَدْبارُ أَسماء.

  وأَدبار السجود وإِدباره.

  أَواخر الصلوات، وقد قرئ: وأَدبار وإِدبار، فمن قرأَ وأَدبار فمن باب خلف ووراء، ومن قرأَ وإِدبار فمن باب خفوق النجم.

  قال ثعلب في قوله تعالى: وإِدبار النجوم وأَدبار السجود؛ قال الكسائي: إِدبار النجوم أَن لها دُبُراً واحداً في وقت السحَر، وأَدبار السجود لأَن مع كل سجدة إدباراً؛ التهذيب: من قرأَ وأَدبار السجود، بفتح الأَلف، جمع على دُبُرٍ وأَدبار، وهما الركعتان بعد المغرب، روي ذلك عن علي بن أَبي طالب، كرّم الله وجهه، قال: وأَما قوله وإِدبار النجوم في سورة الطور فهما الركعتان قبل الفجر، قال: ويكسران جميعاً وينصبان؛ جائزان.

  ودَبَرَه يَدْبُرُه دُبُوراً: تبعه من ورائه.

  ودابِرُ الشيء: آخره.

  الشَّيْبانِيُّ.

  الدَّابِرَةُ آخر الرمل.

  وقطع الله دابِرَهم أَي آخر من بقي منهم.

  وفي التنزيل: فَقُطِعَ دابِرُ القوم الذين ظلموا؛ أَي اسْتُؤْصِلَ آخرُهم؛ ودَابِرَةُ الشيء: كَدَابِرِه.

  وقال الله تعالى في موضع آخر: وقَضَيْنا إِليه ذلك الأَمْرَ أَن دَابِرَ هؤلاء مقطوع مُصْبِحِين.

  قولُهم: قطع الله دابره؛ قال الأَصمعي وغيره: الدابر الأَصل أَي أَذهب الله أَصله؛ وأَنشد لِوَعْلَةَ:

  فِدًى لَكُمَا رِجْلَيَّ أُمِّي وخالَتِي ... غَداةَ الكُلابِ، إِذْ تُحَزُّ الدَّوابِرُ

  أَي يقتل القوم فتذهب أُصولهم ولا يبقى لهم أَثر.

  وقال ابن بُزُرْجٍ: دَابِرُ الأَمر آخره، وهو على هذا كأَنه يدعو عليه بانقطاع العَقِبِ حتى لا يبقى أَحد يخلفه.

  الجوهري: ودُبُرُ الأَمر ودُبْرُه آخره؛ قال الكميت:

  أَعَهْدَكَ مِنْ أُولَى الشَّبِيبَةِ تَطْلُبُ ... على دُبُرٍ؟ هَيْهَاتَ شأْوٌ مُغَرِّبُ

  وفي حديث الدعاء: وابْعَثْ عليهم بأْساً تَقْطَعُ به دابِرَهُمْ؛ أَي جميعهم حتى لا يبقى منهم أَحد.

  ودابِرُ القوم: آخِرُ من يبقى منهم ويجيء في آخرهم.

  وفي الحديث: أَيُّما مُسْلِمٍ خَلَف غازياً في دابِرَتِه؛ أَي من يبقى بعده.

  وفي حديث عمر: كنت أَرجو أَن يعيش رسولُ الله، ، حتى يَدْبُرَنا أَي يَخْلُفَنا بعد موتنا.

  يقال: دَبَرْتُ الرجلَ إِذا بقيت بعده.

  وعَقِبُ الرجل: دَابِرُه.

  والدُّبُرُ والدُّبْرُ: الظهر.

  وقوله تعالى: سَيُهْزَمُ


(١) قوله: [ما خلا قولهم جعل فلان إلخ] ظاهره أن دبر في قولهم ذلك بضم الدال والباء، وضبط في القاموس ونسخة من الصحاح بفتح الدال وسكون الموحدة.