لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

فصل الصاد المهملة

صفحة 244 - الجزء 13

  وقال ابن بُزُرْج: قال الكلابي كان فينا رجل يَشُون الرؤوس، يريد يَفْرِجُ شُؤُونَ الرأْس ويُخْرِجُ منها دابة تكون على الدماغ؛ فترك الهمز وأَخرجه على حد يقول كقوله:

  قُلْتُ لِرجْلَيَّ اعْمَلا ودُوبَا

  فأَخرجها من دَأَبْتُ إلى دُبْتُ، كذلك أَراد الآخر شُنْتُ.

  شين: الشَّيْنُ: معروف خلاف الزَّيْن، وقد شانَه يَشِينُه شَيْناً.

  قال أَبو منصور: والعرب تقول وجه فلان زَيْنٌ أَي حسن ذو زَيْنٍ، ووجه فلان شَيْنٌ أَي قبيح ذو شَيْنٍ.

  الفراء: العَيْنُ والشَّيْنُ والشَّنَارُ العَيْبُ، والمَشَاين المَعايب والمَقابح، وقول لبيد:

  نَشِينُ صِحاحَ البِيدِ كلَّ عَشِيَّةٍ ... بعُوجِ السَّراءِ، عند بابٍ مُحَجَّبِ

  يريد أَنهم يتفاخرون ويخطوُّن بقِسيِّهم على الأَرض فكأَنهم شانوها بتلك الخطوط.

  وفي حديث أَنس يصف شَعْرَ النبي، : ما شانه اللَّه ببَيْضاءَ، الشَّيْنُ: العيبُ، قال ابن الأَثير: جعل الشيب ههنا عيباً، وليس بعيب، فإِنه قد جاء في الحديث: أَنه وَقار وأَنه نور، قال: ووجه الجمع بينهما أَنه، ، لما رأَى أَبا قُحافَة ورأْسه كالثَّغَامة أَمرهم بتغييره وكرهه، ولذلك قال غَيِّرُوا الشيب، فلما علم أَنس ذلك من عادته قال: ما شانه اللَّه ببيضاء، بناء على هذا القول وحملاً له على هذا الرأْي، ولم يسمع الحديث الآخر، قال: ولعل أحدهما ناسخ للآخر.

  والشِّين: حرف هجاء من حروف المعجم، وهو حرف مهموس يكون أَصلاً لا غير.

  وشَيَّنَ شِيناً: عَمِلَها، عن ثعلب.

  التهذيب: وقد شَيَّنْتُ شِيناً حَسَنة.

فصل الصاد المهملة

  صبن: صَبَنَ الرجلُ: خَبَأَ شيئاً كالدِّرْهم وغيره في كفه ولا يُفْطَنُ به.

  وصَبَنَ الساقي الكأْسَ ممن هو أَحق بها: صَرَفَها؛ وأَنشد لعمرو بن كلثوم:

  صَبَنْتِ الكأْسَ عَنَّا، أُمَّ عمروٍ ... وكانَ الكأْسُ مَجْراها اليَمِينا

  الأَصمعي: صَبَنْتَ عنا الهدية، بالصاد، تَصْبِنُ صَبْناً، وكذلك كل معروف بمعنى كَفَفْتَ، وقيل: هو إذا صرفته إلى غيره، وكذلك كَبَنْتَ وحَصَنْتَ؛ قال الأَصمعي: تأْويلُ هذا الحرْف صرفُ الهدية أَو المعروف عن جيرانك ومعارفك إلى غيرهم.

  وصَبَنَ القِدْحَيْنِ يَصْبِنهما صَبْناً: سَوَّاهما في كفه ثم ضرب بهما، وإِذا سَوَّى المُقامرُ الكَعبين في الكف ثم ضرب بهما فقد صَبَنَ.

  يقال: أَجِلْ ولا تَصْبِنْ.

  ابن الأَعرابي: الصَّبْناء كَفُّ المُقامِر إذا أَمالها ليَغْدُرَ بصاحبه، يقول له شيخ البير⁣(⁣١).

  وهو رئيس المُقامِرين: لا تَصْبِنْ لا تَصْبِنْ فإنه طَرَفٌ من الضَّغْو؛ قال الأَزهري: لا أَدري هو الصَّغْو أَو الضَّغْو، قال: وقيل إن الضَّغْو معروف عند المُقامرين، بالضاد، يقال: ضَغا إذا لم يَعْدِلْ.

  والصابون: الذي تغسل به الثياب معروف، قال ابن دريد: ليس من كلام العرب.

  صتن: التهذيب: الأُمَوِيّ يقال للبخيل الصُّوْتَنُ؛ قال الأَزهري: لا أَعرفه لغيره، وهو بكسر التاء أَشبه على فُعَلِلٍ، قال: ولا أَعرف حرفاً على فُعَلَلٍ، والأُمَوِيّ صاحب نوادر.

  صحن: الصَّحْنُ: ساحةُ وَسْطِ الدار، وساحةُ وَسْطِ الفَلاةِ ونحوهما من مُتُون الأَرض وسَعَةِ بُطونِها،


(١) قوله [يقول له شيخ البير] كذا بالأَصل والتهذيب.